مبادرة جميلة من الحرس الوطني بإعلانه عن عقد دورات قصيرة في مجالات مختلفة خلال هذه الفترة، موجهة للفئة العمرية من 18 الى 24 عاما بهدف استثمار وقت فراغ الشباب بما يعود عليهم بالنفع وإكسابهم مهارات جديدة.
ولا شك في ان هذه الخطوة تندرج في خدمة المجتمع واستغلال إمكانيات الحرس الوطني في تحقيق الأمن الاجتماعي بحماية الشباب من السلوكيات السيئة والسلبية، والتي بدأت للأسف تشكل ظاهرة مجتمعية، يجب مواجهتها، في ظل عدم وجود اماكن ترفيهية اوبرامج مخطط لها لاستثمار وقت الشباب، وفي هذا السياق، لم تكتف قيادة الحرس الوطني بإعلان ذلك في وسائل الاعلام، بل تعدى ذلك بتجهيز قسم في احد المجمعات التجارية الكبرى، يتواجد فيه افراد من الحرس الوطني لشرح اهداف هذا المشروع.
ولقد كان هؤلاء الأفراد الواجهة الحقيقية للحرس الوطني بحسن اختيارهم واللباقة في الحديث والاستقبال، حيث وقوفهم جميعا عند التحدث مع احد والانضباط والشرح الوافي للبرنامج والإلمام به، مما يدل على حرص الجهة المعنية باختيار مجموعة متميزة من الأفراد وأعدادهم للالتقاء بالمواطنين، مما ينعكس إيجابا على سمعة الحرس الوطني، نعم لقد كان هؤلاء الأفراد بمنزلة الرسالة الأولى الموجهة للمجتمع، من ان الحرس الوطني جزءا لا يتجزأ من المجتمع الكويتي، وليس منغلقا باعتباره جهازا عسكريا صرفا.
ولا شك ان هذا التوجه لم يأت من فراغ بل من ايمان القيادة العسكرية العليا للحرس الوطني ممثلة بالشيخ مشعل الأحمد نائب رئيس الحرس الوطني، والوكيل النشط الفريق م.هشام الرفاعي من ان منظومة الحرس الوطني، بتجهيزاتها العسكرية صمام امان للأمن الداخلي ليس فقط بحماية المنشآت ودرء المخاطر بل بحماية افراد المجتمع وصقل خبراتهم وتدريبهم تحقيقا لمبدأ الشراكة المجتمعية والتي نأمل من المؤسسات الحكومية والخاصة الأخرى ان تحذو حذو الحرس الوطني وان تكون هذه البرامج والدورات على مدار العام، كما نطمح من الحرس الوطني ان يخصص دورات للبراعم الصغيرة من عمر 14 سنة وهو العمر الأهم في خلق وتربية جيل واع مهني يقدر ويقدس العمل المهني ليعتمد على نفسه بما اكتسبه من خبرات عملية، ان كنا نخطط للمستقبل.
[email protected]