أيام قليلة تفصلنا عن مناسبات عزيزة تحتفل بها الكويت، ذكرى الاستقلال وذكرى التحرير، يفرح بها المواطنون والمقيمون والجهات الرسمية والأهلية، واكتملت الأفراح بصدور المكرمة الأميرية يوم الأحد الماضي بسداد المبالغ المالية عن المساجين مواطنين ووافدين ووفق ضوابط معينة وعلى نفقة سموه، وتبعها صدور قرار محكمة التمييز بوقف نفاذ حكم التمييز على المتهمين المواطنين بما يسمى بقضية اقتحام المجلس.
ولا شك أن هذه المكرمة الأميرية التي لم تفرق بين مواطن ومقيم تجسد أعلى معاني التعامل مع الوافد وتظهر الجانب الإنساني ممثلا بصاحب السمو الأمير المفدى وتكشف عن المعدن الأصيل للتعامل الإنساني بعيدا عن المزايدات، كما أنها رسالة واضحة لمن يوجه سهامه بسبب ومن دون سبب وفي أي مناسبة للوافد في هذا البلد المعطاء.
نعم للدولة الحق في اتخاذ أي إجراء تراه مناسبا لمن يقيم على ارضها ولكن التجني والافتراء لكل شاردة وواردة وإلقاء اللوم على الوافد بأنه سبب المصائب والمشاكل كلها، أمر غير مقبول، وما المكرمة الأميرية إلا رسالة للداني والقاصي بأن من يعيش على هذه الأرض سيجد المعاملة اللائقة والاهتمام من أعلى السلطات، وان يعي من يتهجم على الوافدين أن الضرب على هذا الوتر قد فقد أثره، ونتمنى أن تكون الموضوعية هي العماد الذي نرتكز عليه في التعامل مع الوافدين.
ومن جهة أخرى، فإن خروج المتهمين بقضية اقتحام المجلس لهي رسالة أخرى بأن المجتمع الكويتي يحكمه القانون والعدالة وان القضاء هو الضامن بعد الله عز وجل للحقوق والواجبات وبما توفره درجات التقاضي من عدالة حتى وان كانت بعض الدرجات اختلفت أحكامها ما بين براءة وتشدد بالأحكام، فهذا لا يعني أبدا التجني بأي صورة كانت على القضاء.
لقد ادخل قرار محكمة التمييز بوقف نفاذ الحكم السعادة والفرح والسرور ليس على المتهمين وأهليهم فقط بل على غالبية الشعب الكويتي والذي نأمل أن يسدل الستار على هذه القضية نهائيا خلال الأسابيع القليلة القادمة وأن البراءة هي عنوان الحكم، وان تكون أيام الكويت بإذن الله تعالى على مدار العام فرحا وسرورا يعمل الجميع في حماية أمن الكويت وبناء مستقبلها والحفاظ على مصالحها وسمعتها.
[email protected]