المراقب للأوضاع في سورية الشقيقة خلال الأسابيع إن لم تكن الأيام القليلة القادمة سيرى الأنظار الدولية تتجه إلى محافظة ادلب السورية في مواجهة دموية بين الجيش السوري وحلفائه الروس والإيرانيين وميليشيات حزب الله من جهة والمعارضة المسلحة من جهة أخرى، ممثلة بالنصرة وجيش الإسلام والفتح وغيرها من الفصائل المسلحة التي تجمعت في هذه المدينة بعد (خسارتهم) مناطق حلب وحمص والغوطة الشرقية وأخيرا منطقة دوما بريف دمشق.
إدلب هذه المدينة التي يقطنها ما يقارب المليوني نسمة والملاذ الأخير للمعارضة المسلحة في الشمال السوري واحدى مناطق تخفيف التوتر، وفقا للاتفاق الروسي، ان لم تتحرك القوى الدولية، فإن ما سيحدث فيها سيتجاوز ما حصل في أي منطقة من المناطق التي شهدت مواجهات.
وهناك التصريح الأخير لمستشار الإمام خامئني علي اكبر ولايتي عند زيارته لمنطقة الغوطة قبل أيام عدة مضت أشار فيه إلى أن ادلب ستكون المحطة القادمة وبالقريب العاجل.
وأمام هذا التصريح مع ردة الفعل للحكومة السورية والروس تجاه الغارات (الصورية) التي شنتها الدول الثلاث مؤخرا على مواقع حكومية سورية، سيكون العالم بأسره أمام امتحان واختبار صعب أمام ما سيحدث في هذه المدينة من أوضاع مأساوية وكارثة إنسانية بما تحمله الكلمة من معنى عندما يبدأ الهجوم المرتقب من النظام السوري وحلفائه، والتي بلا شك ستبدي الفصائل المعارضة المسلحة المتواجدة استماتة في مواجهة هذا الهجوم، ان لم يتحرك العالم من الآن (لوضع خطوط حمراء وحظر الطيران) والعمل على حل سلمي، كما أعلنت فرنسا مؤخرا، إن كانت صادقة في حماية المدنين إلا إذا كانت الدول العظمى تسمح بقتل المدنيين بأي وسيلة عدا استخدام الأسلحة الكيماوية!
أقول ذلك لأن ما سيشهده العالم اجمع سيكون صادما وخاصة ان (الكبرياء الروسي قد جرح بالهجوم الأميركي والأوروبي الصوري) وبالتبعية سيكون رد الفعل الروسي متعاظما ومتحديا العالم اجمع وبالأخص مجلس الأمن والولايات المتحدة الأميركية ومن ورائها الدول الأوروبية ولن نسمع سوى الإدانات والاستنكار مقابل مزيد من الضحايا والمآسي الإنسانية.
[email protected]