هناك العديد من الممارسات الخطأ والتصرفات السلبية الصبيانية تقوم بها فئة قليلة من الشباب اعتقادا منهم بأنها تعبر عن الرجولة والذكاء عندما يعرقلون عمل رجال الأمن أو حتى الاعتداء عليهم، ضاربين بعرض الحائط القانون وعدم تقدير عواقب تلك الأفعال المجرمة واسقاطات ذلك على مستقبلهم، وهنا يثار التساؤل: هل هذه التصرفات تهتز بها هيبة الدولة كما يثار في الإعلام بمختلف أنواعه وخاصة التواصل الاجتماعي؟!
ان هيبة الدولة لا يمكن أن تهتز بمثل هذه التصرفات الصبيانية التي تحدث في كل مكان، بل ان هيبة الدولة تهتز عندما تتدخل الواسطة في الانتصار للمعتدي على رجل الأمن أو أي موظف حكومي أو أي شخص مهما كان، وهذا ما نفته وزارة الداخلية جملة وتفصيلا وان القانون سيأخذ مجراه تجاه من تجرأ على الاعتداء على رجال الأمن، كما أن هيبة الدولة تتمثل بالتزام رجال الأمن وموظفي الدولة بتطبيق القانون دون تعسف أو شخصانية، لأن العدل هو عماد أي مجتمع متحضر.
ولا يخفى أن مرتكبي هذه التصرفات الصبيانية ضد رجال الأمن وقعوا في قبضة رجال الأمن في فترة زمنية قصيرة ويدركون عواقب أفعالهم، وهذا بحد ذاته علامة فارقة في تطبيق القانون والحفاظ على هيبة الدولة، نعم قد تكون هناك أوجه قصور في قانون المرور وقانون الجزاء وهذا يتطلب مراجعة بالتعاون فيما بين السلطة التنفيذية والسلطة التشريعية للتشدد في مثل هذه التصرفات الصبيانية وخاصة في مصادرة السيارات المشاركة في التقحيص وعدم تجديد السيارات القديمة المتهالكة، وهنا تجدر الاشارة الى أهمية الجانب العلمي في دراسة هذه التصرفات للوصول إلى نتائج تحمي الشباب، وكذلك دور الإعلام في توجيه الشباب لاستثمار وقتهم بما يعود عليهم بالنفع وخاصة أن الدولة قد افتتحت مؤخرا مضمارا للسيارات تحت رعاية سامية من صاحب السمو الأمير الشيخ صباح الأحمد، ولهو دليل على الاهتمام بالشباب وتفريغ طاقاتهم تحت اشراف أمني وطبي، ولكن الظاهر ان هذا المضمار لم يتم التعريف به إعلاميا بالصورة الملائمة أو كيفية الاشتراك به منذ افتتاحه والذي نأمل ألا تكون رسوم الاشتراك مرتفعة الثمن وان كانت كذلك فإن الهدف من إنشائه لم يتحقق.
من هنا فإن أي حادثة صغيرة نربطها بهيبة الدولة أراه غير منطقي، لأن ذلك بحد ذاته هو تقليل من هيبة الدولة على اعتبار انها تجزع من أي تصرف شبابي طائش، رجال الأمن والقانون لهم بالمرصاد، بل أن هيبة الدولة تكون في خطر عند استشراء الرشوة والفساد.
[email protected]