أبدى الكثير تفاؤلا بالأعضاء الشباب من مختلف الدوائر، بأداء مميز لانتشال البرلمان من الشوائب التي أساءت للمؤسسة التشريعية وبما يعرف بالنواب القبيضة، ولكن بعد سنة أولى سياسة انقلب التفاؤل إلى تشاؤم من أداء الأعضاء الشباب ليس في الاستجوابات فقط، بل حتى في النقاشات في الجلسات العادية أو المواضيع والمقترحات، وابتعادهم عن تلبية احتياجات المواطنين، إلى مهاترات لا طائل منها، خرجت الحكومة منتصرة في الأغلب منها.
نعم كان الأداء باهتا من خلال الاستجوابات الأخيرة من قبل الأعضاء المستجوبين وكذلك الوزراء المستجوبون والخروج عن الأهداف المرجوة من الاستجواب والإجابات «السطحية للوزراء» والتي ستكون محل تساؤل عند جلسة طرح الثقة بالوزيرين الرشيدي والصبيح يوم غد.
وفي هذا السياق، نود أن نشير إلى أن الانتباه لما يثار أثناء المناقشات من مسائل والرد عليها مباشرة تمثل ميزة إدارية لأي من الوزراء والأعضاء، وهنا أستحضر الرد الصاعق لنائب رئيس مجلس الوزراء ووزير الداخلية الشيخ خالد الجراح تجاه ما قاله أحد الأعضاء من أن «الرئيس الحقيقي» لمجلس الوزراء هو الشيخ ناصر الصباح قبل عدة جلسات وكان رد الجراح واضحا لا لبس فيه من أن «سمو الشيخ جابر المبارك هو رئيس مجلس الوزراء والشيخ ناصر النائب الأول وهي إرادة سمو الأمير»! مقابل صمت من كل الوزراء للأسف وكذلك الدور الذي قام به خلال جلسة الاستجوابات الماراثونية وفقا لما شاهدناه له من دور في تحقيق التضامن الحكومي وإقناع النواب بالموقف الحكومي.
أما الأعضاء للأسف فقد أخذتهم الحمية القبلية والطائفية والعائلية في مناقشاتهم والتي ابتعدت عن أسلوب المحاسبة السياسية إلى الفزعة القبلية والعائلية، وخاصة عندما تتم الإشارة إلى عائلة الوزير المستجوب، وما يكن لها من احترام! وهنا نتساءل ما شأن أسرة أو قبيلة الوزير في استجواب سياسي بامتياز أو طرح الثقة به؟!
الاستجواب، يتعلق بأداء الوزير الوظيفي بصفته الشخصية، وهنا نستذكر استجواب العديد من الوزراء الشيوخ الأفاضل والتعرض لهم وهم ليسوا فقط من عائلة يكن لها الاحترام، بل من أسرة حاكمة نالهم الكثير من التجريح للأسف.
وفي هذا الصدد، فإن الاحترام واجب لأي فرد يؤدي واجب وظيفته ودوره الإيجابي تجاه وطنه ومجتمعه ومحاسبته إن اخطأ مهما علا شأنه الشخصي، بغض النظر عن أسرته، وقبيلته.
مصداقا لقول رسول البشرية والإنسانية صلى الله عليه وسلم في المرأة المخزومية «...وايم والله لو أن فاطمة بنت محمد سرقت لقطعت يدها» وهذا ما نرجوه من نوابنا الأفاضل مستقبلا، إن أردنا الارتقاء بالأداء البرلماني، وألا نكون محل تندر بوسائل التواصل الاجتماعي بمفردات استخدمها احد الأعضاء تجاه عضو وزير في الحكومة تبتعد عن الفصاحة السياسية.
[email protected]