الكويت ستشهد ثلاثة أحداث سياسية مهمة في الأيام القادمة، وتلك الأحداث بتشابكها وترابطها وتسلسلها ستحدث تغيرات مهمة.
الحدث الأول: سيخرج النائب السابق مسلم البراك من السجن بعد أن قضى عامين فيه، نتيجة لإلقائه خطابا سياسيا، وسيكون هناك حفل لاستقبال البراك بهذه المناسبة.
الحدث الثاني: يتعلق بالاستجوابات المقدمة لرئيس الحكومة سمو الشيخ جابر المبارك الذي سيعرض على مجلس الأمة الأحد المقبل.
الحدث الثالث: في الأسبوع القادم وهو حكم المحكمة الدستورية في صحة انتخابات البرلمان الحالي.
بالنسبة للحدث الأول وهو خروج البراك من السجن، الكل سعيد لذلك، فتاريخ البراك بالدفاع عن قضايا الشعب ومحاربة الفاسدين يشفع له عند المواطنين.
أما بالنسبة لاستجواب رئيس الوزراء فإذا لم تطلب الحكومة تأجيله أسبوعين (وهذا حق لا جدال فيه ولا تصويت) وهذا الأنسب للحكومة والمجلس، لينتظروا حكم المحكمة الدستورية بصحة انتخابات مجلس الأمة، فشبح البطلان ربما سيؤثر على مواقف بعض النواب وليس في صالح الحكومة.
أو ستطلب الحكومة تحويل الاستجواب إلى التشريعية أو المحكمة الدستورية وهذا ممكن لائحيا ولكن الحكومة بحاجة إلى ثلث أصوات النواب المنتخبين بالإضافة إلى أصواتها، وهذا ليس مستحيلا، ولكن صعب وخصوصا قبل تحصين البرلمان من الطعون الانتخابية، وهذا يقودنا إلى الحدث الثالث والذي سيكون خلال الأسبوع القادم وهو حكم المحكمة في الطعون الانتخابية ومنها الطعن في بطلان الانتخابات البرلمانية لان مرسوم الدعوة للانتخابات صدر من حكومة مشكلة تشكيلا غير صحيح من الناحية الدستورية، لعدم وجود وزير «محلل» عضو بالبرلمان.
والأكيد أن للمحكمة الدستورية حكما سابقا لنفس الموضوع، فبطلان المجلس الحالي شبه مؤكد وفق توقعات السياسيين والقانونيين والحكم الأول والاخير عند القضاء.
ختاما - الأحداث الثلاثة متشابكة ومترابطة، فخروج النائب السابق مسلم البراك سيعيد الحياة للشارع السياسي المعارض، ويحسب النواب الحاليين لمواقفهم من الاستجوابات المنظورة أمامهم، واذا ابطلت المحكمة المجلس الحالي وأعيدت الانتخابات، فسيرتفع سقف الخطاب الانتخابي بحضور البراك.
ملاحظة: سينظر المجلس والحكومة في قانون المتقاعدين العسكريين من ضباط الصف، المشروع الجديد سيشمل من تقاعدوا من عام 2008 وحتى تاريخه، وسيحرم العسكريين المتقاعدين من بعد تحرير الكويت، هل يعقل عدم المساواة والإنصاف، خصوصا أنهم خدموا بالمهنة العسكرية معا وشاركوا في تحرير الكويت وفرض الأمن بعد التحرير وتحت ظروف أمنية صعبة؟
[email protected]