عادل العتيبي
إلى متى ونحن نعيش في هذه الألفية الثالثة تحت رحمة سيف الرقابة على الكتاب بعد ان تم منع ما يقارب 500 كتاب في معرض الكويت الدولي للكتاب هذا العام، وكأننا نعيش منعزلين عن العالم الذي صار قرية صغيرة مع هذه القفزة الكبيرة في الشبكة العنكبوتية، حتى أصبح المتصفح لهذه الشبكة يكتب ما يريد بعيدا عن منع الرقيب، حتى أننا نجد الكتب الأدبية بأنواعها الحديثة والقديمة في بعض المنتديات عبر الانترنت.
لقد أساءت الجهة الرقابية في استخدام القانون وتعسفت في تطبيقه من أجل مرضاة بعض التيارات السياسية وكما نعرف عندما تتدخل السياسة تكون المصلحة فوق كل اعتبار متناسين المبدعين الذين لا ناقة لهم ولا جمل غير الإبداع الفكري والعطاء للساحة الأدبية.
ومن المؤسف أن هذه الكتب التي منعت غالبيتها طبعت في مطابع دول عربية وتم نقلها لمعرض الكويت الدولي للكتاب ولم تكن مطبوعة في دول أجنبية لكي نقول إنها أفكار تغريبية ولذلك وجب علينا أن نحاربها خوفا على عقولنا من الانحراف ورغم وجود صلة الدم بيننا وبين الدول العربية الشقيقة، إلا أن هناك اختلافا في الثوابت الاجتماعية، وهذا ما دعا بعض دور النشر إلى عدم المشاركة بسبب الرقابة التي لم تعرف سببها، ناهيك عن الاعتصام الذي حدث للسنة الثالثة على التوالي من مجموعة من شباب الكويت رافضين الوصاية على عقولهم وعقول القراء في بلد يفتخر بالديموقراطية.
وكل من يزور معارض الكتاب في الدول العربية يجد الكم الكبير من كتب المعرفة والثقافة بأنواعها سواء كانت العربية منها أو حتى الأجنبية ولكننا للأسف في الكويت لم نجد نهجا حكوميا في المنع، بل إرضاء لفئة معينة على حساب منبع الثقافة التي يحتاجها الفرد وهو العامل الرئيسي لبناء المجتمع وما أتمناه من حكومتنا الموقرة القيام بنهضة معرفية تغذي عقولنا والإسراع في إيقاف هذه الرقابة المتعسفة ونفتح الباب للفكر والفكر الآخر لكي نرتقي بأفكارنا وثقافتنا وبأنفسنا ونبني جيلا يعرف قيمة المعرفة والقراءة بدلا من الانخراط في كتب لا تسمن ولا تغني من جوع والبحث عن معرفة حقيقية تغذينا جسديا وروحيا.