عادل العتيبي
لم أكن أتصور أن لدينا أزمة حقيقية في شوارعنا وتتمثل في الازدحام المروري، إلا عندما ذهبت لتهنئة أحد الأصدقاء بزواج اخيه في منطقة الدوحة، حيث كنت افكر في ان الازدحام فقط يقع في المناطق التجارية كمناطق السالمية وحولي والفروانية والفحيحيل ولكن ما أصابني بالإحباط عندما وجدت الازدحام في منطقة الدوحة السكنية، هنا أيقنت أن الأزمة المرورية أصبحت داء مزمنا يعاني منه الجميع، ولا توجد منطقة واحدة في الكويت إلا وتعاني من أزمة مرورية سواء كانت في الفترة الصباحية أو في فترات اخرى.
العاملون في الإدارة العامة للمرور يرمون باللوم على بعض وزارات الدولة حيث لم يتم توسيع أغلب شوارع الكويت منذ زمن بعيد مع الزيادة الطبيعية في عدد السكان وعدم وجود التنسيق معها بعدما تبين ان بعض ملاك العقارات يقومون ببناء عمارة تتكون من 20 شقة ولا يوجد بها أماكن لوقوف السيارات، إلا لثلاث فقط، قس على ذلك مثل هذه الأخطاء التي لم تسن لها الدولة إلى الآن أي قانون أو حتى ضوابط رغم وجود تجارب مع دول خليجية عالجت مثل هذه الأخطاء بسرعة وتجنبت الوقوع في أزمة مرورية تكون هي أحد أطرافها.
إن كان السبب تقاعس بعض الجهات الحكومية في وضع الحلول فأعتقد ان الإدارة العامة للمرور تقاعست في بعض واجباتها وساهمت في زيادة المشكلة المرورية فهي لا تقدم حلولا واقعية ترضي الجميع ومنها: عدم نشر رجال المرور عند الإشارات الضوئية لتسهيل وتنظيم سير المركبات في ساعات الذروة التي اصبحت على مدار الساعة، وعدم مراعاة زمن كل إشارة ضوئية والفرق بين ساعات الذروة من عدمه، وعدم ابعاد أي سيارة تتعطل من وسط الطريق إلا بعد فوات الأوان.
لقد مللنا من المؤتمرات المرورية التي تحدث هنا وهناك وعدم مشاهدة الحلول على أرض الواقع ومللنا ايضا من سماع كلمة ان الاختناقات المرورية اصبحت أزمة عالمية، فما نريده هو القضاء على هذه المشكلة ووضع الحلول وتطبيقها على ارض الواقع، فالكويت ولله الحمد تمتلك كل المقومات المالية والمعنوية والفنية لتجنب هذه الأزمة فلماذا نعاني منها؟
وهل يعقل ان سبب وجود هذه المعضلة هو عدم وجود تعاون بين الجهات المعنية او انه تقاعس من المسؤولين بعدم وضع خطة مستقبلية قابلة للتنفيذ، نحن بحاجة الى وقفة جادة وهمة كبيرة لكي نخرج من هذه الاختناقات اذا كنا جادين في جذب الاستثمارات العالمية الى الكويت وجعلها مركزا ماليا وتجاريا عالميا بدلا من هروب هذه الأموال بسبب الأزمة المرورية في ظل وجود الإمكانيات والطاقات الكبيرة لدينا وماذا نفعل لو أصبحت فعلا دولة سياحية ومركزا ماليا؟