عادل العتيبي
لقد بدأت الحرب الاعلامية على شبكة الانترنت بين الشباب العربي المتحمس للدفاع عن اشقائه في غزة من جهة والصهاينة الذين يعيشون في داخل اسرائيل او حتى خارجها من جهة أخرى.
بدأت الفكرة عندما قام بعض قراصنة الانترنت باغلاق بعض مواقع الصحف الاسرائيلية ووضعت على مواقعها صورا لشهداء غزة من نساء واطفال وشيوخ، ولم يقفوا عند هذا الحد بل بدأت المنتديات بوضع ارقام هواتف لفنادق ومطاعم وسكن خاص، ووضعت برامج على الشبكة يتم عن طريقها الاتصال عليهم وتحذيرهم من ان هناك صاروخا قادما خلال دقائق مطالبين إياهم باخلاء المكان فورا، حتى ان بعض العرب من مناصري الاشقاء في غزة وضعوا ارقام هواتف نقالة للاسرائيليين ووضعوا بعض المواقع التي تقدم خدمة الرسائل القصيرة المجانية وذلك لإدخال الفزع في قلوبهم، هذه الحرب الاعلامية بدأت مع بداية قذف المنشورات الاسرائيلية على قطاع غزة، لكنها لم تكن من الفلسطينيين بل مساندة عربية من كل انحاء العالم وعلى مواقع مختلفة من شبكة الانترنت.
الموساد الاسرائيلي لم يقف مكتوف الايدي، بل حاول الاستيلاء على هذه المواقع او اغلاقها من المصدر، وحذر مواطنيه من تصديق مثل هذه الرسائل او الاتصالات، لكن دون جدوى امام هذه الشعوب العربية المتعطشة لمساعدة اهالي غزة حتى بعد انقطاع الكهرباء عن غزة، وقلة عدد مستخدمي الانترنت، الا ان اشقاءهم في الدول العربية استمروا واكملوا المسيرة من بعدهم لترهيب العدو الصهيوني، حتى انهم يقدمون الخطط فيما بينهم عن طريق البريد الالكتروني.
من يشاهد الوضع يجد ان الشعوب العربية ملتصقة ومتلاحمة كل منهم يساعد الآخر في هذه المحنة، جبهة عربية متماسكة من الخليج الى المحيط، ومن يشاهد الحكومات العربية يجد انها لا تمثل شعوبها، فالشعوب تقدم على الساحة ما تستطيع فعله والحكومات تشجب وتستنكر وتدين متصورة ان هذه العبارات كافية للتعبير عن رأيها.
والى متى وحكوماتنا العربية تستسلم تحت ضغوطات القوى الخارجية على حساب الدم والكرامة العربية ولا تتحرك من اجل وضع لهذه الامة شأنها في المحافل الدولية، فقد اتفقت الحكومات على الا تتفق، لكن الشعوب العربية اتفقت مع بعضها البعض بعيدا عن الضغوطات والمصالح السياسية تحت رابط الدم واللسان والدين.