عادل العتيبي
مع انتهاء القمة العربية الاقتصادية التي عقدت بالكويت قبل ايام بدأ نوابنا الكرام باطلاق التصريحات، ومازال صدى هذه القمة يلوح بالافق بعد نجاحها على جميع المستويات ويعود الفضل في ذلك الى صاحب السمو الامير الشيخ صباح الاحمد والى ولي عهده الامين والى الحكومة الكويتية التي وضعت الخطوات بعد دراسة بالتشاور مع الاشقاء العرب.
وكأن بعض اعضاء مجلس الامة كانوا في انتظار انتهاء هذه القمة حتى يستعرضوا عضلاتهم ويقدموا اسئلتهم البرلمانية الى بعض الوزراء ويطالبوهم ايضا بحل القضايا العالقة، ما يلفت الانتباه ان الوزراء لم تمض على توليهم مناصبهم الا ايام معدودة وبعضهم لم يتعرفوا بعد على هيكل الوزارة فما بالك بقضايا عالقة لها سنوات وهم مطالبون بايجاد حل هذه المعضلات والا...!
انا لا اعارض الاسئلة البرلمانية فهي حق للنائب الفاضل يطرحها متى يشاء وفي اي وقت والى اي وزير ولكن حدث العاقل بما يعقل، لم يمض على الحكومة الا ايام وانشغلوا بعدها بضيوف الكويت المشاركين في القمة العربية، فهل يعقل ان يلتفت الوزير خلال انعقاد القمة الى هموم ومشاكل بحاجة الى قرارات هامة وحيوية خلال هذه الفترة الوجيزة؟!
ان صاحب البالين كذاب وعليه يجب ان نتريث قليلا حتى تتضح سياسة كل وزير في اصلاح وزارته وكيف سيعالج ما افسده الدهر، ومن ثم نبدأ المساءلة ونحكم على توجهات كل وزير وطرق معالجته لكثير من الامور، اما ما نشاهده على الصعيد المحلي الآن، فما هو الا تخبط، لا يرضي الناخبين، وليس الا عبثا سياسيا لا يخدم المواطن ولا حتى المقيم.
نحن بحاجة الى تكاتف السلطتين لانقاذ عجلة التنمية حتى نواكب الدول وتبادل الافكار والاطروحات التي من خلالها نخدم الوطن، بحيث نكون في الصف الاول مع هذا الركب بدلا من المشاحنات التي لا تسمن ولا تغني من جوع والتي تؤدي الى خلق تشنجات بين السلطتين تارة وبين الكتل البرلمانية تارة اخرى، حتى اصبح من السهل والطبيعي ان نوجه التهم دون حقائق او ادلة ومن باب الظن فقط، الى ان اصبحت الصورة ضبابية واختفت الحقيقة من خلال هذا الوزير او ذاك النائب.
ما نتمناه هو الوفاق بين السلطتين وندعــــو الى معــــالجة التـــصدع بين السلطتين لاننا في هذا الوقت أحوج ما نكون لبناء الوطن، وكفى مزايدات مع وزراء لم يمض عليهم ايام.