عادل العتيبي
وصلتني رسالة الكترونية من احدى السيدات العاملات في القطاع الخاص تشرح معاناتها ومعاناة الكثير من العاملات في هذا القطاع، حيث وصفته بالقطاع الذي يعمل تحت أهواء وأمزجة المسؤولين الإداريين أحيانا وملاك الشركة أحيانا أخرى، ومن المدير الى المالك يا قلبي لا تحزن، فعندما تبحث الفتاة عن عمل في القطاع الخاص وتذهب لإجراء مقابلة يتم طرح أسئلة عجيبة غريبة بعيدة كل البعد عن المهنية، فمثلا خلال احدى مقابلاتها في واحدة من أكبر الشركات التي تعمل تحت الغطاء الإسلامي بعد ان تمت الموافقة على تعيينها من جميع الإدارات المختصة لما تتمتع به من خبرة ومرجعية علمية، وفي آخر مقابلاتها مع (المالك) للاعتماد النهائي توقعت ان تتم مناقشتها حول خبرتها ومدى إلمامها بالعمل، ولكن فوجئت بأول سؤال: هل أنت متزوجة، مطلقة، أم عزباء؟ وعندما أجابته بأنها مطلقة رفض قرار تعيينها مباشرة.
فتبين لها ان الشركة ترفض تعيين متزوجات أو مطلقات، حيث ان المتزوجة مرتبطة بالتزامات عائلية، والمطلقة ينظر لها على انها شخص مشبوه بأخلاقه، وعلى حد قول (المالك) قد تكون مصدرا للفساد، اي فساد هذا؟! هذه الشركات في الواقع تبحث عن المادة فقط ولا تبحث عن مهنية المتقدمة للوظيفة ومظهرها المحتشم وهذا هو الفساد بعينه، هذه الأخلاقيات والسلوكيات لا تمت للإسلام بأي صلة، وهل النظر بعين الاتهام والانتقاص لإنسان اضطرته ظروفه الاجتماعية الى الانفصال من القيم الإسلامية؟
وعلى الجانب الآخر نجد الشركات غير الإسلامية ولوائحها الخاصة العجيبة، فهناك تمنع السيدة من لبس العباية الإسلامية ولا مانع من لبس القصير الفاضح، وبعض الشركات تمنع اللباس الوطني للرجل (الغترة والعقال والدشداشة) وفي المقابل لا يمنع لبس الشورت والجينز والبدلة الرياضية.
أين وزارة الشؤون وأين قانون العمل في القطاع الأهلي من هذه اللوائح او القوانين؟ فهي قرارات يتخذها المسؤولون بالشركة شفويا لكيلا يتم انتقادهم أو حتى محاسبتهم وهي في مصلحة العمل من منظورهم الشخصي، ولكنها ضد الإنسانية والأخلاق وضد عاداتنا وتعاليم ديننا.
هل أصبحت المرأة المطلقة بؤرة فساد؟ هل أصبح اللبس الفاضح مباحا والزي الإسلامي محاربا؟ هل أصبح الزي الوطني الكويتي مشكلة لدى أصحاب بعض الشركات الخاصة وهي مقامة على أرض الكويت؟ هل اصبح الإسلام قناعا نخفي خلفه أهواءنا الشخصية؟