عادل العتيبي
دائما ما اتذكر هذه الحكمة وخاصة في بداياتي في تقديم البرامج، واتذكر جيدا عندما سمعتها من اساتذة لهم مشوار طويل في الاعلام اسسوا من خلالها مدارس اعلامية تدرس في الجامعات العربية.
اتذكر الاعلامية آمال فهمي صاحبة اشهر برنامج اذاعي في الوطن العربي والذي ارتبط اسمها باسمه وهو برنامج «على الناصية» الذي كانت تستضيف من خلاله شخصيات من جميع شرائح المجتمع حيث التقيت بها في «ماسبيرو» في استديو 49 اثناء الدورات التنشيطية للمذيعين وطلبت مني الاستعداد لعمل برنامج اذاعي يتم تسليمه نهاية الاسبوع، وما كان علي الا ان استعد لهذا العمل الذي سيذاع على مسامعها صباح يوم الخميس.
خرجت من «ماسبيرو» واذ بالسائق ابو احمد ينتظرني وكعادته اخذني مسرعا الى مقهى التحرير المطل على الميدان، والجميل في ذلك المقهى ان بناءه على الطراز القديم ومكشوف لكل من يمر بجواره، وزوار المقهى يتحدثون بكل عفوية وبصوت عال عن مشاكلهم الاجتماعية والسياسية والثقافية، وتمنيت ان اجد بينهم فكرة برنامج تجد صدى عند آمال فهمي.
وما هي الا دقائق حتى زارني احد الاصدقاء الدارسين بالقاهرة لبى دعوتي وحضر على الفور وبدأ يسطر لي معاناة الدراسة والغربة فكانت هي فكرة البرنامج، فقمت باعداد البرنامج ووضع المحاور والمدة وبدأت تسجيله في اليوم التالي وتم الانتهاء منه وتسليمه في نهاية الاسبوع.
وعند سماع البرنامج نظرت اليّ الاعلامية آمل فهمي مبتسمة وقالت «هنشوف آخرتها» وما ان اعلنت الدقائق الاخيرة نهاية البرنامج حتى ابتسمت وقالت: اذا كان هذا اسلوبك في الحوار والطرح فأنت مذيع مشاكس واتمنى لك التوفيق وعليه لابد ان تعلم ان الاعلام سلاح ذو حدين وله تأثير قوي في صناعة الرأي العام، فإما ان يكشف الحقائق او يغيرها فكن رقيبا على نفسك قبل ان يراقبك الآخرون، وكن محايدا فيما تقدم، فالاعلام مسؤولية كبيرة، اما ان تبني مجتمعا او تهدمه، فاحذر من خطورته وبعد مضي سنوات على ما قالته الاعلامية آمال فهمي ومع ممارستي لهذه المهنة التي اصبحت مهنة من لا مهنة له وجدت انها كانت محقة وقدمت لي من خبرتها نصيحة مازالت باقية في ذهني.