عادل غنام العتيبي
يقولون إن الصدفة خير من ألف ميعاد، وهذا ما حدث بالنسبة لي، فعندما سلكت طريقي إلى منطقة النزهة لتقديم التهاني لأحد الزملاء صادفت النائب علي الدقباسي ولم تكن المصادفة وجها لوجه او في ديوانه العامر او حتى في دواوين الدائرة الرابعة، بل كان على الشارع العام يريد الدوران بسيارته الخاصة مع مروري السريع للحاق بزفاف صاحبي واذ بفارس المجلس أمام عيني، فما كان مني إلا أن قدمت له التحية فكان الرد سريعا وبأحسن منها، وكان ذلك أشبه ما يكون بحديث المشاعر عبر ذبذبات العيون وإن المصادفة كانت خير من الف ميعاد.
لم تكن حالة النائب الفاضل كما كانت عليه في السنوات السابقة، بل إن علامات التعب كانت واضحة عليه وذلك من خلال مشاهدتي له، فما كان مني الا ان فتحت عليه وابلا من الاسئلة السريعة على قدر سرعة حركة السيارة مبتعدا عن المفاتيح الصحافية او الاسئلة الستة كما ذاع صيتها لأي خبر او حديث صحافي وهي (من، ماذا، لماذا، كيف، متى، أين) فكان السؤال ما الذي ارهق الدقباسي؟ وانت الذي مثلت الأمة وحصلت على ثقتهم لعدة دورات متتالية وقدمت الكثير من الاقتراحات التي تصب في صالح المواطن، بالاضافة الى مشاركاتك في اللجان البرلمانية وهذا يعلمه الجميع بمشاركة زملائك الأفاضل.
فاقتصر جوابه على كلمة واحدة!! هي: (الأمانة) التي حملني إياها أهلي أهل الكويت، وها أنا أفكر ألف مرة قبل الإقدام على أي عمل، فالمواطن بدأ يتذمر من سوء التعليم والسكن والديون، وغلاء المعيشة والبطالة وغيرها الكثير، ورغم ذلك مازلنا نطالب الحكومة بتنفيذ وعودها مع دور الانعقاد القادم لكي تدفع بعجلة التنمية الى الأمام ولن نخذل المواطن الذي وثق فينا، ونسأل الله ان يعيننا على حمل هذه الأمانة وسنستمر ببذل العطاء والمثابرة حتى نصل الى ما نصبو إليه.
وما أن انتهى من حديثه حتى قدمت له التحية واستدرت بسرعة قبل أن يدعي احد أن الدقباسي عطل حركة السير حتى لو كان الحديث عابرا وعبر العيون.
[email protected]