ختمنا مقالنا السابق «كويتى في كردستان» بحكاية عن احد الكويتيين من عائلة الكندري الكريمة المقيم في كردستان، ففي اثناء تجوالنا في السوق التجاري الرئيسي في مدينة اربيل التقيت بأحد الاشخاص وهو في حديث مع الزميل حمزة عليان من الزميلة «القبس» وبعد تبادل اطراف الحديث معه عرفني بنفسه واخذنا معه بعض الصور واللقطات للذكرى واخبرني بأن زوجته كردية وانه حضر مع بناته لاستكمال دراستهن العليا في الجامعة في كردستان، وقد اشاد بحالة الامن والامان التي يعيشها الاقليم الى الحد الذي حضر فيه مع عائلته الصغيرة وهذا دليل على حالة الاستقرار الكبيرة التي يعيش فيها الناس هناك، وعلى حالة الالفة والمودة بين الشعبين الكردي والكويتي والتي وصلت الى حد المصاهرة والنسب.
وبانتقالنا الى بغداد كان للوفد العديد من اللقاءات مع مختلف القيادات العراقية مثل د.اياد علاوي ود.عادل عبدالمهدي وعمار الحكيم وهوشيار زيباري واختتمناها باللقاء المطول مع رئيس الوزراء نوري المالكي، وقد اوردت الصحافة تفاصيل جميع ما جرى في تلك اللقاءات، والقاسم المشترك لجميع من التقيناهم هو في الرغبة في بناء علاقات افضل مع الكويت والرغبة في التطلع الى المستقبل وعدم الوقوف طويلا عند الماضي واحداثه المؤلمة.
ان آفاق التعاون بين البلدين اكثر من ان تعد او تحصى وفي جميع المجالات، ومن هنا فإن الدعوة الى الاسراع في حسم وغلق جميع الملفات العالقة بين البلدين هو مطلب شعبي قبل ان يكون مطلبا رسميا ففي النهاية الشعوب هي المستفيد الاول من اي حالة استقرار يعيشها اي بلدين جارين والشعوب ايضا هي المتضرر الاول ايضا في اي حالة عداء او توتر او اضطراب تسود العلاقة بين اى بلدين ناهيك ان كانا بلدين وجارين كالكويت والعراق وبينهما كل ذلك الارث التاريخي والجغرافي الكبير، من هنا فإن على رواد واعضاء الديبلوماسية الشعبية ان جاز لنا التعبير مسؤولية كبيرة في المساعدة على ردم الهوة بين البلدين وعلى النخب الثقافية والاعلامية والفكرية ان تتقدم الطريق وتقود المبادرة وتقوم بإعادة بناء ما انهدم من جسور ثقافية وفكرية واعلامية بين الشعبين الجارين الشقيقين، فان كان للساسة آلياتهم وسياساتهم وطرقهم، فمن المفترض ان يكون للمثقفين والادباء والاعلاميين ايضا ادواتهم وآلياتهم للعمل على ارض الواقع، خاصة وان مجال الحركة والتفاعل مع الاحداث هو اسهل واكثر حيوية للاعلاميين والمثقفين منها للساسة والرسميين، ومن هنا فإنني اجدد الدعوة لانشاء لجان للصداقة بين المثقفين والاعلاميين والكتاب والمهنيين الكويتيين والعراقيين كل في مهنته وتخصصه ومجاله، بحيث تشكل لجان الصداقة هذه عاملا اساسيا ومعاونا لدفع العلاقة بين البلدين الشقيقين الى المزيد من التطور والازدهار.
واتمنى ان تقوم جمعية الصحافيين بتبني تشكيل لجنة للصداقة بين الكتاب والاعلاميين الكويتيين والعراقيين، فكثير من الحملات الاعلامية غير المبررة كان بالامكان اخمادها او التقليل من آثارها السلبية على اقل الاحتمالات في حال وجود مثل هذه اللجان، والاكثر من ذلك فان هناك ضرورة لتبديد الكثير من الشبهات الاعلامية التي لا زال الكثيرون يحملونها من هنا او هناك، وعلى الاعلامي المنصف والموضوعي ان ينقل الحقيقة ويكون مرآة صادقة لمجتمعه بلا تهويل او تهوين او تزييف، وان يكون عامل بناء وتدعيم لعلاقات بلاده مع جيرانها واشقائها لا ان يكون عامل هدم واثارة لا تبقي ولا تذر.
اما ختام الرحلة فكان من مدينة النجف الاشرف وبالقرب من ضريح الامام علي عليه السلام، وبجوار اكبر مقبرة في العالم وتلك حكايات اخرى نقصها عليكم في مقالنا الاخير عن رحلتنا الى العراق.
[email protected]