تتسابق الدول المتحضرة للاحتفال والاهتمام بالمناسبات البيئية المختلفة، ففي السنة الواحدة تكاد تكون هناك العشرات من المناسبات البيئية العالمية مثل يوم البيئة العالمي، يوم الأرض، اليوم العالمي للمياه، اليوم العالمي للأراضي الرطبة، اليوم العالمي للأرصاد الجوية، اليوم الدولي للتنوع البيولوجي، اليوم العالمي لمحاربة التصحر والجفاف، اليوم الدولي للمحافظة على طبقة الأوزون، اليوم العالمي للبحار، اليوم الدولي للحد من الكوارث الطبيعية، ساعة الأرض إضافة إلى العديد من المناسبات البيئية العربية مثل أسبوع البيئة العربية، يوم الشجرة العربي، يوم النخيل العربي، يوم المياه العربي، وغيرها الكثير من الأيام والمناسبات البيئية مما لم نستطع رصده وحصره.
كما ان بعض الدول تبدي اهتماما خاصا أكثر من غيرها في إبراز الاهتمام بالمناسبات البيئية وتقوم بتخصيص أيام بعينها، مثلما قامت به دولة الإمارات العربية المتحدة في تخصيص يوم 4 فبراير، والبحرين 4 فبراير، وسورية 1 نوفمبر، وقطر 26 فبراير، وعمان 8 يناير، والعراق 5 يونيو، وتونس 23 سبتمبر، وليبيا 10 أبريل، واليمن 20 فبراير، كأيام بيئية وطنية خاصة بها.
من هنا فانه وبالرغم من أن الكويت كانت السباقة في المنطقة في الدعوة للمحافظة على البيئة، بل احتضنت أول اجتماع بيئي للمحافظة على البيئة على مستوى المنطقة ونتج عن ذلك الاجتماع الإقليمي التوقيع في 24 أبريل 1978على اتفاقية الكويت للتعاون والعمل على حماية البيئة البحرية، وإنشاء المنظمة الإقليمية لحماية البيئة البحرية في الأول من يوليو عام 1979، بل إن أول جمعية نفع عام مختصة بالبيئة على مستوى الخليج تأسست في الكويت في 31 مارس 1974، إلا انه من المستغرب جدا عدم تخصيص يوم وطني للبيئة في الكويت تتويجا لتلك الجهود المتميزة وذلك الاهتمام المبكر بالبيئة في الكويت على الصعيد الرسمي والأهلي، وأسوة ببقية الدول العربية ودول العالم المتحضر، فبمثل هذه المناسبات البيئية الوطنية يزداد الاهتمام الرسمي والشعبي في المحافظة على البيئة ويتم تسليط الأضواء على مختلف الفعاليات والأنشطة البيئة وترتفع بذلك مستويات الوعي البيئي لدى مختلف شرائح المجتمع مما يساعد على تحقيق أهداف التنمية المستدامة في المجتمع بشكل عام.
من هنا فإنني أدعو لتبني حملة وطنية لإقرار يوم 24 أبريل من كل عام وهو يصادف يوم التوقيع على اتفاقية الكويت للتعاون والعمل على حماية البيئة البحرية ويصادف أيضا يوم البيئة الإقليمي واعتباره يوم البيئة الوطني في الكويت وذلك تقديرا وتخليدا للدور الكويتي الرائد في المحافظة على البيئة، كما أدعو المجلس الأعلى للبيئة والهيئة العامة للبيئة والجمعية الكويتية لحماية البيئة ومختلف المتخصصين والأكاديميين والمهتمين بالبيئة للمشاركة في هذه الحملة ودعمها كل من موقعه لاعتماد هذا اليوم وبشكل رسمي تحت عنوان «يوم البيئة الوطني في الكويت»، حيث سنقوم ببعض الأنشطة والفعاليات البيئية التي نتمنى أن يشاركنا فيها الجميع إلى حين الاعتماد الرسمي لهذا اليوم الذي سيشكل بصمة كويتية متميزة في المحافظة على البيئة، كما أتمنى من د.علي العمير وزير النفط ورئيس المجلس الأعلى للبيئة وهو يترأس الاجتماع الثامن عشر للوزراء المسؤولين عن شؤون البيئة في دول مجلس التعاون أن يزف البشرى للشعب الكويتي والخليجي باعتماد يوم البيئة الوطني في الكويت ليكون ذلك استكمالا وتتويجا للجهود الرسمية والأهلية في حماية البيئة.
[email protected]