بعض الممارسات الديموقراطية الخاطئة التي جمدت أكثر المشاريع ووضعتها في الأدراج وأوقفت دولاب التنمية وجعلت الكويت في مكانها لا تتحرك وقتلت كل تنمية وكل طموح.
والمعطل لإبداع المواطن والمسؤول الشريف هو الفساد الذي ساد وانتشر في الكويت وللفساد ظواهره التي لا تخفى على اعين الفاحص الواعي ابتداء من انجاز أي معاملة بسيطة وانتهاء بترسية مشاريع ومناقصات ومرورا بالتعيينات والترقيات واللجان والسفريات وكل ما ينتهي بكلمة (هات)، أما عن اثر الفساد في المجتمع فحدث ولا حرج من نشر للظلم وتحلل من القيم واستشراء للمفاسد وما تجره من ارتكاب للموبقات واستحلال للمال العام وإهدار لطاقات الدولة واستنفادها من اجل فئة جشعة لا تشبع فهي لا تشعر ابدا بالامتلاء، فمن صفقة الى اخرى ومن مشروع الى اخر لكي تملأ خزائنها فتفرقها في الخارج وتسعى لملئها مرة اخرى، فهؤلاء المفسدون والمتنفعون ستجدهم من حولك صورهم تملأ وسائل الإعلام وأصواتهم تصل للسماء من اجل أن يتحرك الجميع في منظوماتهم ليصب الخير في جيوبهم.
فإذا كان الفساد هو المعوق الأول للتنمية وإذا كنا قد بلغنا فيه مرتبة عالية ونلنا شرف التقدم في قائمة المفسدين الفاسدين في الأرض فما الحل؟ ومشاكل المواطن تتراكم من مستشفيات قديمة ومدارس تبحث عن معلمين وكتب دراسية لم يصل بعضها الى المدارس وبنية اساسية متهالكة من شوارع تئن من سيارتها وطابور طويل من العاطلين عن العمل وطابور أطول من الباحثين عن مساكن وأولويات ضائعة في دهاليز الوزارات ومكاتب المسؤولين؟ إن السبيل الأمثل لمحاربة الفساد هو الشفافية في المناقصات والشفافية في العطاءات لينشر كل شيء وليعلم الشعب بأدق التفاصيل فهذه الشركة نالت عطاء هذا المشروع لأن أسعارها اقل، وهذا عين في هذا المنصب لأن هذه هي مؤهلاته وهي عنوان لكفاءته ونزاهته لهذا استحق هذا المنصب، وهذا نال مسكنا لأن له أقدمية في طلبه ولم يستثن من هذا الدور لأنه قريب أو نسيب لمسؤول في وزارة الإسكان، والشفافية في العلاج وهي الفاضح لأهل الفساد والمفسدين فمن يستخدم نفوذه وسطوته لتحقيق التجاوزات انتصارا لأقربائه لا بد أن تفضحه الشفافية ويعلن اسمه على الملأ وكذلك المعاملات في الوزارات عندما ترفض معاملة لا بد أن ترفض لأسباب معلنة وليس لأن مزاج المسؤول لا يسمح بتمريرها ويحتاج الى دفعة لإنجازها، فحاربوا الفساد حتى يشعر المواطن بأن الناس سواسية وليس هنالك دماء زرقاء ودماء حمراء وأننا جمعيا أمام القانون سواء وأن القانون سيف يقتص من القوي الجبار انتصارا للضعيف الذي لا حول له ولا قوة، فإن اصبح الناس سواسية امام القانون وسادت الشفافية فبشر بالنهضة والعمران وإلا فسنظل نياما أسرى للفساد والمفسدين.
أرسل الرسول صلى الله عليه وسلم رجلا يجمع الصدقات والأموال فجاء رجل بعد مدة وقال: هذا لكم وهذا أهدي اليّ فقال الرسول صلى الله عليه وسلم في هذه الحالة من حالات الفساد التي عرضت له منذ أربعة عشر قرنا قال: من استعملناه على عمل ورزقناه رزقا فما أخذ بعد ذلك فهو غلول أي خائن للأمانة، فهذا هو ديننا يحارب أولى حالات الفساد والتنفيع ويصفها بانها خيانة للأمانة والفساد داء عضال إذا نخر في جسد تهاوى وتساقط ولا دواء ينفع ولا شفاء يرجى.
اللهم احفظ بلدي الكويت وأميرها وشعبها من كل مكروه اللهم آمين.
[email protected]