مسلسل العنف والسلوك العدواني على رجال الأمن اتخذ منحى خطيرا جدا ففي الأسبوع الماضي اعتدى مصريان على رجل المرور سجل بحقهما مخالفة فانهالا عليه بالضرب احتجاجا على تطبيق القانون.
ومثل هؤلاء كثر وكذلك اقتحام دخول المخافر والاعتداء على هيئة المخفر، اذا كان هؤلاء لهما قريب محتجز على ذمة قضايا، وهذه الوقائع تدل دلالة واضحة على عدم الاهتمام والخوف من هيبة الأمن وعلى عدم احترام القانون والمشكلة الكبيرة كذلك ان اقتحام المخافر اصبح ظاهرة مقلقة للجميع وانتشار الأسلحة النارية في متناول الجميع والمشكلة هنا في الكويت ان الكل يريد ان يأخذ حقه بيده ضاربا عرض الحائط بالقوانين ولا يهاب احدا، وعندما يسود الانفلات الأمني بهذه الصورة فقل على البلد السلام فإذا انعدم الامن فلا تنمية ولا نهضة ولا بناء ولا تقدم، فالأمن والأمان هما الركيزة للبناء، فإن شعر المرء بالأمن تفرغ للبناء ونشطت قريحته للعطاء وسخر كل جهوده لتقدم الوطن والعكس صحيح تماما، انظروا الى بعض الدول التي عمتها الفوضى وسادها الانفلات الامني فأصبح الاحتكام للسلاح وكل شخص يعتمد على نفسه وأصبح المواطن هناك هاجسه الاساسي الامن ولا شيء غير الامن لحماية نفسه وأهله وممتلكاته، وانتشرت الفوضى وضربت كل بيت وكل نشاط اقتصادي واجتماعي وتوقفت عجلة الانتاج، فالكل شاغله الامن والأمان وكيف يوفرهما لأسرته وليس لدولته ونحن قاب قوسين او ادنى من هذا المستوى من الانفلات الامني، فالكثيرون يتجرؤون على رجال الشرطة وحماة الوطن متسلحين بالواسطة وأصحاب النفوذ وأصبح الاعتداء على رجال الامن من سمات العصر فالاعتداءات على رجال الشرطة من المواطنين والمقيمين حدث ولا حرج، والمخافر تهاجم من حفنة ضالة.. اين نحن؟! وما هذا التسيب؟!
إن العين لتدمع على ما آل إليه حالنا في الكويت وما آل إليه حال رجال الامن الذي كان لهم كل الاحترام والتقدير قديما ولا يستطيع كائناً من كان ان يرفع عينه في رجال الشرطة او حتى في حرس الاسواق، والآن نشاهد الانفلات الامني في الشارع وتسيبا وتجاوزا للقوانين الخاصة بآداب المرور ونظم السير من المواطنين والمقيمين لأن الجميع عرف ان من امن العقوبة اساء الأدب، وهذا الانفلات ثمنه الابرياء، ولعدم وجود الامن الكافي واحترام القوانين سيتوقف البناء وخطط التنمية.
وندعو وزير الداخلية وأركان وزارته المحترمين التصدي لهذا الوحش الكاسر الذي يريد ان يفترس الوطن بكل مقدراته، طبقوا القانون على الكبير قبل الصغير بكل حزم وتذكروا انكم جميعا ستسألون يوم القيامة عن هذه الفوضى، وتذكروا قول نبينا صلى الله عليه وسلم «من تولى أمر أربعين شخصا سيسأل عنهم يوم القيامة».
قال الشاعر:
إذا الإيمان ضاع فلا أمان
ولا دينا لمن لا يحيي دينا
ومن رضي الحياة بغير دين
فقد جعل الفناء له قرينا
اللهم احفظ بلدي الكويت وأميرها وشعبها من كل مكروه اللهم آمين.
[email protected]