اعتاد أهل الكويت على أعمال الخير والتكافل منذ القدم، وهذه الصفة تعد من اهم صفاتهم ومثالا يحتذى به فنلاحظ الجمعيات الخيرية الكثيرة تنتشر في ربوع الكويت ويصل خيرها إلى كل بيت من بيوت المحتاجين سواء كانوا مواطنين أو مقيمين، ولكننا نلاحظ هذه الأيام ظاهرة تغزو الكويت غزوا مبرمجا، حيث نشاهد في الأسواق وأماكن التجمعات وعند الجمعيات وداخل المساجد وطرق المنازل ظاهرة التسول المنظم الذي يقوم به محترفون يأتون من بلادهم بكروت زيارة وبخاصة في شهر رمضان المبارك، حيث يقلهم من أتى بهم في جماعات وينزلهم بالقرب من المساجد والساحات والمجمعات والمستشفيات ليقوموا بالتسول ثم يجمعهم بعد ذلك ليحصي غلتهم، وتذكر التقارير أنه قبل دخول شهر رمضان يدخل أعداد كثيرة من المتسولين من مختلف مناطق البلاد وان المتسولين يترقبون قدوم شهر رمضان للتنسيق مع ذويهم داخل الكويت الذين يقومون بإرسال تأشيرات الزيارة اليهم أو يشترونها لهم ليمكثوا بالبلاد شهرين أو ثلاثة أشهر وتكون الغالبية العظمى منهم من النساء وتذكر التقارير أن الأقل مهارة يحصل على حوالي 30 إلى 40 دينارا تقريبا حصيلة من التسول يوميا أي ان المتسول القادم إلى الكويت يجمع خلال وجوده في البلاد ما يزيد عن 4000 أو 5000 دينار والتي تعد ثروة في موطنه الأصلي فضلا عن أن هذه الظاهرة ظاهرة مؤذية وغير آدمية ولا حضارية ولا يقرها الإسلام وتشوه وجه الكويت الحضاري وتهدد السلم الاجتماعي والسؤال الآن: كيف لنا أن نطهر البلاد من هذه الفئة المندسة بيننا وتظهر الكويت كأنها بلد غاب عنه التكافل والجمعيات الخيرية؟ ان مواجهة هذه الظاهرة الدخيلة لا تأتي إلا بالضرب بيد من حديد على كل من أتى بكل هؤلاء المتسولين وأدخلهم الكويت ليمارسوا فيها هذه المهنة الحقيرة، فإذا كان سماسرة الإقامات لا يبالون بأي دين أو قيم ولا تردعهم القوانين فالسجن أولى بهم وبمن جاء بهم.
ان العيب ليس بالجمعيات الخيرية ولا في لجان الزكاة التي أحصت وتحصي تقريبا كل الأسر المتعففة والمحتاجة تقريبا واعدت لها مساعدات عينية ومادية أما هؤلاء المتسولون وهم خارج الحسابات فهم شوكة في خصر الكويت وحضارة الكويت وتحضرها، لا للتسول ولا لتشويه صورة الكويت الناصعة البياض.
ان أمر القضاء على هؤلاء المتسولين سهل ميسور ويكمن في حصر هؤلاء ومعرفة جنسياتهم وإبعاد من أتى بهم إن كان من غير الكويتيين ويعاقب من أتى بهم من الكويتيين، لن نضحي بسمعة الكويت ولن نقف متفرجين على من يلوث الثوب الأبيض ثوب العطاء.
لو جلس الناس أجمعين ليتذاكروا أعمال البر والمساعدة التي تقدمها الكويت للإنسانية جمعاء لأشرق وجه الكويت فرحا بما قدمته قال الشاعر: ومن يك ذا فضل فيبخل بفضله على قومه يستغن عنه ويذمم.
اللهم احفظ بلدي الكويت وأميرها وشعبها من كل مكروه اللهم آمين.
[email protected]