أي إنسان عربي يشعر بمحن امته وتنغص عليه هذه المحن حياته يعيش اكتئابا ما بعده اكتئاب فها هي امتنا تعيش عصرا من التخاذل والتراجع والانكفاء إلى الداخل والمهادنة مع العدو في عصر لم تشهده من قبل حتى في عصور الظلام وهذا الضعف الأبدي الذي تعيشه امتنا جعل أعداءنا يتجرأون عليها وينهشون من لحمها ويدنسون مقدساتها ويقضمون من ارضها وتراثها، امتنا شغلت بكل ما أبعدها عن واجبها الأساسي وهو حماية مقدساتها والذود عن ديننا واحترام رسولنا عليه افضل الصلاة والسلام آه يا أمتي إلى أين تسيرين؟! ما الذي فعله بك هؤلاء الأفاكون؟ لقد أصابوك بسهامهم فلم يعد فيك مكان لجرح جديد فالنزيف بك مستمر وضعفك جعل الذئاب تمزق جسدك الواهن واحرتاه يا أمتي ها هو مسرى نبيك يدنس بالمتطرفين اليهود، فالقدس ستبقى مدينة المسلمين وتبقى القدس الشريف في قلوب المسلمين وفي عقولهم وفي أرواحهم مهما طال الزمن أو قصر وهو المكان الذي أسرى الله سبحانه وتعالى إليه عبده ونبيه رسولنا محمد عليه افضل الصلاة والسلام، وجعله مكانا مقدسا مباركا للمسلمين على طول ومدى الدهر ومن الأسباب التي أطالت بها قضية فلسطين والقدس الآن هي ان كل العرب والمسلمين متمزقون كل يمشي على هواه حتى استطاع العدو استغلال هذا التشتت فوصلنا الى ما وصلنا اليه وإلى مسرى نبينا محمد عليه الصلاة والسلام والذي أورده القرآن الكريم (سبحان الذي أسرى بعبده ليلا من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى الذي باركنا حوله) وهذه المشكله لا بد ان تكون بداية للوحدة والتكاتف والوقوف صفا واحدا في وجه الاعداء والتصدي للمحاولات الاستيطانية المستمرة وان إعلان الرئيس الأميركي ترامب القدس عاصمة لإسرائيل سيأخذ المنطقة كلها الى أشياء خطيرة لا يعلمها الا الله وكل هذه الأمور تعطي الحجج للتطرف والإرهاب وعند ذلك يصعب علينا احتواءها ولا بد لجميع زعماء العالم المعنيين الضغط بكل ما لديهم من نفوذ لإيقاف هذا القرار وإلا ستكون المنطقة كلها في خطر وهنا يصعب السيطرة عليها (ان الله لن يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم) وان الحرب بيننا وبين اليهود حرب عقيدة قبل كل شيء، فالعقيدة لا تحارب إلا بالعقيدة والصهيونية عقيدة دينية مغلفة بخلاف سياسي، فاليهود متمسكون بعقيدة ولن يكون لنا شأن ولن نكون لهم بالمرصاد إلا إذا تمسكنا بعقيدة لا اله إلا الله محمدا رسول الله، قال تعالى: (ولن ترضى عنك اليهود ولا النصارى حتى تتبع ملتهم).
فإسرائيل ليست بالدولة التي تعبث أو تلعب فلن تكتفي لا بفلسطين ولا الجولان ولكنها وضعت على باب الكنيست الإسرائيلي شعارا تقول فيه أقيموا دولة إسرائيل من الفرات إلى النيل، رحم الله المعتصم الذي جمع جيوشه نصرة لامرأة مسلمة استنجدت به فجمع رجاله واهتزت أركان دولة العدو لصرخة هذه المسلمة ولبى المعتصم نداءها ونصرها وأخذ لها حقها، وجلس صلاح الدين ذات مرة مع أركان حربه فحدثت بينهم نادرة طريفة فضحكوا ولم يبتسم صلاح الدين فقالوا له لما لا تضحك كما نضحك؟ فقال لهم إني استحي من الله ان يراني مبتسما والمسجد الاقصى في ايدي الصليبيين حتى الابتسامة حرمها على نفسه! فإسرائيل الآن لا تريد إلا لغة واحدة وهي اللغة التي اخرجتهم من لبنان وليهتف كل عربي مؤمن كما قال الشاعر:
سأحمل روحي على راحتي
والقي بها في مهاوي الردى
فإما حياة تسر الصديق
وإما ممات يغيظ العدى
اللهم لا ترفع لليهود في القدس راية ولا تحقق لهم في فلسطين غاية، اللهم ان نستودعك مدينة القدس وأهلها امنها وأمانها ليلها ونهارها رجالها ونساءها وشبابها واطفالها فالودائع عندك يا رب لا تضيع، اللهم احفظ الاقصى من مكر اليهود وشرهم يا رب ارفع راية الاسلام عالية ترفرف على المسجد الاقصى معلنة نهاية الصهيونية الحاقدة ومن سار في مناكبها من الدول المتآمرة على الاسلام.. اللهم آمين.
[email protected]