من قبل أن يحل علينا شهر رمضان المبارك والكل يعاني من ارتفاع الأسعار، وما أن حلّ هذا الشهر الفضيل حتى تحلل بعض التجار من كل القيود وأطلقوا العنان لرغباتهم في ذبح المستهلك شهوة منهم في جمع المال، والجميع يتساءل عن السبب الحقيقي في زيادة الأسعار، فهذا السؤال يتردد على لسان كل من يقيم على أرض الكويت الطيبة، فالغلاء طال كل المواد الغذائية وغيرها التي تعرض بالأسواق والتي تؤثر تأثيرا مباشرا على الأحوال المعيشية للمواطنين والمقيمين، فمن المتسبب في هذه الهجمة المفترسة من الغلاء الذي تصاعد قبل رمضان، حيث بدت رفوف بعض الجمعيات خالية من سلع رئيسية كانت تزينها؟!
سلع سحبت من السوق لتعطيشه ثم فجأة تعود السلع وبأسعار خيالية حتى اصبح بعض الناس غير قادرين على الشراء وتوفير الحد الأدنى لمتطلبات أسرهم، وقد ارتفعت الأسعار بنسبة ما يقارب 100%، خاصة قسم الفواكه والخضار، فكيف يواجه رب الأسرة متطلبات أسرته؟! هل أصبحنا فريسة للتجار وجشعهم؟! أين وزارة التجارة، بل أين وزير التجارة وأركان وزارته، بل أين رقابة المستهلك؟! لماذا يترك هؤلاء ينهشون بلحم الناس وأصبحنا أسرى لتجار جشعين لا يخافون الله ورسوله؟ هل سنظل أسرى لكل مستورد يضع السعر الذي يناسبه ويرضي جشعه ولا عبرة ولا اعتبار لقدرات الناس الشرائية؟
لقد بحت أصواتنا تنادي بالرقابة على الأسعار والاستيراد المباشر وإنهاء الاحتكارات لبعض السلع، هل يعقل أن تكون أسعار الأسماك في ازدياد جنوني لا يصدقه عقل والله رزقنا ببحر جميل؟! إن الأمر سهل ميسور لو خلصت النوايا وأرادت الحكومة حماية الناس من جشعهم، أوقفوا التعامل مع هذه الشركات التي ترفع أسعارها وتحتكرها وقاطعوا منتجاتها وبضائعها، حينها لن تجد هذه الشركات بدا من العودة الى الأسعار المعتدلة، فقضية الأسعار قضية مصطنعة.. فيا أيها المستقلون اتقوا الله في الكويت وكفاكم استغلالا ومصاً لدمائنا.. رحم الله رجلا سمحا إذا باع وسمحا إذا اشترى، فطهروا أموالكم وتوبوا الى الله.
اللهم احفظ بلدي الكويت وأميرها وشعبها من كل مكروه.. ومبارك عليكم الشهر وتقبل الله طاعتكم.
[email protected]