عدنان الشمري
عنوان بارز نقله النائب علي الراشد عن صاحب السمو، حفظه الله ورعاه، ليؤكد للجميع حرص سموه البالغ على الديموقراطية في البلاد، وذلك عبر توجيهاته السامية من خلال الرسائل المتتالية التي يوجهها سموه ولكن مع التحذير في غير مرة من العبث بالمسيرة المشرقة لديموقراطية الكويت، موضحا ان الصبر له حدود وانه منزعج من الممارسات والتصريحات الاستفزازية لبعض الأعضاء.
كتبت مقالات سابقة عن الوضع الذي وصل له مجلس الأمة الحالي بسبب سلوك بعض الأعضاء طريقا متشددا في التعاطي مع الملفات الرئيسية والثانوية، مما يوحي بأن هناك من يريد إلصاق المشهد التأزيمي بهذا المجلس.
الكل يؤكد أحقية أعضاء المجلس في استخدام جميع الأدوات الدستورية التي ضمنها لهم الدستور كآلية إجرائية مع الحكومة، ولكن كان يجب على السادة الأعضاء عدم إغفال التدرج في استخدام هذه الأدوات وعدم اللجوء إلى أداة الاستجواب والتي باتت السبب في تأزيم العلاقة بين السلطتين، وما زاد الطين بلة هو التسابق إلى استجواب سمو رئيس مجلس الوزراء والذي بات تحت مرمى تهديد النواب لأي سبب كان، ولم نعد نعلم أين ذهبت صفة رئيس الوزراء الإصلاحي التي كانت تطلق على سموه منذ فترة ليست بعيدة.
كما أن آلية التنسيق بين أعضاء هذا المجلس باتت معدومة تماما بعد أن أصبح التلاسن النيابي ـ النيابي سمة هذا المجلس، فالاختلاف لمجرد الاختلاف أهم وتصفية الحسابات بين الكتل غلبت على مصلحة البلد، هذا المجلس أوصل الأمور إلى وضع غير مريح وكأن لسان حال أعضائه يقول اننا نريد أن نحل مجلسنا بيدنا، فهو يستحق وبامتياز لقب مجلس التأزيم وذلك بسبب تركه للقضايا الحيوية والتركيز على قضايا ثانوية وجدلية.
صاحب السمو، حفظه الله، أكد مرات عدة أن للصبر حدودا، وسمو رئيس مجلس الوزراء وفريقه الحكومي لا يجد أي أمل في أن يمد أعضاء هذا المجلس جسور التعاون.
والشعب الكويتي بات قلقا من الوضع الحالي حتى وصلت شريحة كبيرة إلى مرحلة الكفر بالديموقراطية وهذا ما يقلق جميع المستويات والفعاليات التي تحرص على تعزيز مبدأ الديموقراطية والحريات التي كفلها دستور الكويت.
إذن ما الحل؟ هل يكمن في حل مجلس الأمة وإعطاء الناخب الكويتي فرصة أخرى لتصحيح مسار هذا المجلس عبر اختيار من يمثل هموم المواطن والمجتمع بعد أن أضاع فرصة مثلى للتغيير في الانتخابات الأخيرة التي جاءت على طريقة الدوائر الخمس للحصول على مجلس قوي قادر على الانسجام مع الحكومة وقادر على إنجاز تطلعات الشارع؟ يجب على الناخب حسن الاختيار إذا ما لجأ صاحب السمو إلى حل المجلس، ولابد أن يقف الشارع مع نفسه هذه المرة ويختار المجلس المناسب لهمومه وتطلعاته.