رسالة من الواجب عليك فتحها يا سيدي الكريم، ولابد أن تقرأ سطورها وتتمعن في مفرداتها بعد أن أقحمت نفسك في شأن كبير، وبعد أن أدخلك القدر في دائرة صعبة، ولكنك إن شاء الله تعالى أهل لها. النائب الجديد والعضو الشاب، والإنسان صاحب الكلمات العذبة والرقيقة والتي تخرج من فم مليء بابتسامة الأمل. هذا الأمل الذي قمت بترجمته عندما تجرأت باقتحام ميدان عجز عنه كثير من الذين تمرسوا في دهاليز السياسة، ولكنهم لم يقدروا أن يشعلوا جذوة الأمل في مشعل الحرية الذي ينتظره المئات، ويحلم به الأطفال والنساء والشيوخ والشباب ممن حرموا من أبسط الحقوق. سيدي الكريم، هل تعلم أن ما قمت به من جمع تواقيع لـ 26 نائبا قد بعث في صدور أبناء البدون السرور وأحيا الأمل في قلوبهم من جديد. هل تدري أن هناك حديثا بدأ يدور وهمسات تصدر من هنا وهناك، يا ترى هل يفعلها من دخل المجلس لأول مرة، ويكون تغيير حياتهم يبدأ عن طريق من قدم بكل هدوء لقبة المرحوم عبدالله السالم، فهل يكون هذا الدخول الهادئ لمجلس الأمة هو من سيجعل من مسألة إقرار حقوقهم يتم بكل هدوء. ربما، فمن سبقه وعد كثيرا وتحدث طويلا، ولكن للأسف مجرد أقوال لذر الرماد في العيون ولطمأنة النفس بأن تكليفه الشرعي والقانوني والأخلاقي قد تحصل بمجرد هذه الأقوال. ولكن يبقى الأثر الواضح الناجم عن فعل ملموس وهذا ما حصل معك يا أبا محمد، لم تتحدث كثيرا عن معاناة البدون ولم تخض بأكثر مما قيل، ولكنك عرفت كيف تحصل على إقرار جلسة خاصة لمناقشة أوضاع غير محددي الجنسية في مجلس الأمة في العاشر من ديسمبر المقبل.
النائب فيصل الدويسان، حتى يكتمل العمل وينجز الأمل ومن أجل ألا يكتب لما أردت الأجل، هناك خطوات كثيرة لابد منها حتى يتحقق المطلوب. سيدي الكريم، إن كان ما ترنو له وتطمح اليه هو إقرار قانون الحقوق المدنية والقانونية لأبناء البدون من أجل إنهاء معاناتهم، فيجب عليك العمل مع من قدم مشروع القانون من أجل إقراره من قبل اللجان البرلمانية المختصة. والشيء المهم أيضا هو جمع تواقيع لميثاق شرف لجميع النواب من أجل الموافقة على إقرار هذا القانون، فبعض النواب يصرح بشكل لطيف ويجعلك تحس بأنه يقف لصالح قضايا أبناء البدون ولكنك تفاجأ بأن تحركه داخل أروقة المجلس واللجان يعكس أفعالا مغايرة. خصوصا ما سمعناه عما حدث قبل أيام داخل اللجنة التشريعية من تصاريح متضاربة وأنباء تنم عن عدم صدق المواقف مع الأفعال، فصار الناس لا يعرفون حقيقة ما يدور داخل أروقة المجلس، وما سبقه من تضارب للأقوال حول مسألة إدراج ملف البدون على جدول أولويات المجلس خير دليل يجعلنا نشك في أن هناك نوايا صادقة ومخلصة من الجميع. النائب فيصل الدويسان، إن الحصول على جلسة خاصة لقضية غير محددي الجنسية هو إنجاز يحسب لك، ولكن هذه الجلسة ليست نهاية المطاف وليست الحل كله. إن الحل والإنجاز هو في مواصلة العمل على بلورة رأي واضح وموحد من قبل الأعضاء المتبنين لقانون الحقوق المدنية والقانونية، والعمل على جلب غالبية واضحة من مجلس الأمة من أجل إقناع الحكومة بهذا القانون وإقراره. إن جلسة من دون خطة عمل واضحة المعالم ستكون صورة عاكسة لواقع أبناء البدون المؤلم. سيدي الكريم، طرقت جرس البداية لقطار الحل المرتقب، فلتكن قيادة هذا القطار بيدك حتى يصل لبر الأمان.
[email protected]