مــــثل شهـــــير درج عــــند العرب، وغــــالبا ما تجد في كل بلد قصــــة مختلفة تحكي سبب شيوع هذا المثل، وبات الناس منذ زمن قديم يستخدمون هذه المقولة بكثرة، حتى صارت تلك الـ «حــــليمة» تتصدر عناوين كــــثير من الكتابات والمقالات والصحف، ولكننا ـ هنا في الكويت ـ نحتاج إلى أن نؤكد لأنفسنا جميعا أن ما يجري داخل أروقة مجلس الأمة وخارج أسواره، هو أغرب وأسرع عودة لحليمة عرفتها الشعوب العربية، فحليمة ذات التأويلات العديدة لقصة هذا المثل ظهرت هنا في الكويت مؤخرا لتعطي قصة جديدة لمثل قديم، لأن حليمة الكويت تحتاج من كل الأدباء القاطنين على هذه الأرض أن يروجوا لقصة مستحدثة تضرب لمثلنا القديم الدارج من التراث الشعبي العربي. «حليمة الكويتية» تحتاج منا أن نسعى لكي نثبت للجميع أنها ظاهرة مميزة، تستحق من الجميع أن يراقب تصرفاتها ويرصد انفعالاتها ويؤرخ لزمانها الفريد والغريب. حليمة الكويتية أثبتت للجميع أنها مصرة على العودة إلى ما كانت عليه، فهي لا تستطيع هضم أبجديات الحصافة السياسية، ولا يمكنها التأقلم مع المستجدات أو الاستجابة لرغبات الشارع الكويتي. حليمة لا تستطيع أبدا الإنصات إلى صوت العقل ولا ترغب في سلوك طريق الحوار الهادئ، كــــما أنها أحبت الصوت العالي والصراخ الذي يبدو أنها تـــــستشعر الصمم إن تركته. حليمة تأقلمت على الشخصانية والتأزيم، ويبدو أنها لا تجيد الإبصار إلا من خلال عين واحدة، ولا يمكنها أن تستمع إلى نصائح أصحاب العقول وأهل الحكمة، فهي لا تستطيع ولا تجرؤ على ترك هذه العادة القديمة.
«حليمتنا الكويتية» التي كانت تهدد باستجواب وزير واحد أو وزيرين في حكومة سمو رئيس الوزراء الشيخ ناصر المحمد، يبدو أنها اليوم باتت تريد استجواب كل الوزراء، فحليمة تريد إثبات لغة التأزيم والعودة إلى المربع الأول وبسرعة جنونية. حليمة التي كانت تستخدم لغة حوار بمفردات تزيد من تأزيم المشهد السياسي بين أعضاء مجلس الأمة، أثبتت أنها لا تستطيع ترك هذه الحالة، وذلك ما أثبتته خلال جلسات مجلس الأمة السابقة. حليمة مصرة على الانتقام من المرأة الكويتية التي تجرأت وانتفضت ودخلت مجلس الأمة، حليمة لن يهدأ لها بال ولن تركن أطرافها حتى تؤزم العلاقة بين السلطتين. فهي تمهد لحل مجلس الأمة كي تحلم مرة أخرى بأن يتم تغيير رئيس مجلس الوزراء، حليمة بعد أن كانت قد وصفت رئيس مجلس الوزراء بالإصلاحي ها هي اليوم تسعى إلى استجوابه. حليمة مصرة على ترك كل الأولويات التي رسمتها لنفسها، حليمة مصرة على ترك التنمية، حليمة مصرة على تعطيل مصالح الشعب، حليمة مصرة على عدم الغيرة من مشاريع التنمية والإصلاح لدى أخواتها في دول مجلس التعاون، حليمة لا تكترث لما يجري في الإقليم المجاور. حليمة لا يهمها ما يجري هنا وهناك، باختصار حليمة الكويت شيء مختلف سيعجز علماء الاقتصاد والنفس والفلك والتنجيم والكهنة عن فك طلاسمها.
[email protected]