وذكر.. وذكر بأن الإسلام دين التسامح والمودة، وأن ديننا الحنيف يدعونا دائما إلى الكلمة الطيبة. وذكر بأن الإسلام دين وسطي يقبل الجميع بأن يعيشوا تحت رايته مهما كانت ديانتهم، وأن هذه الوسطية هي ما جعل الإسلام ينتشر بسرعة وسهولة في جميع أصقاع الأرض.
وذكر بأن مفردات آيات القرآن الكريم كثيرا ما تحث على الوسطية والسلام والجنوح للسلم وقبول الآخر، كما قال الله تعالى في محكم كتابه (ولولا دفع الله الناس بعضهم ببعض لهدمت صوامع وبيع وصلوات ومساجد يذكر فيها اسم الله كثيرا)، فهذه الآية الكريمة، وغيرها من الآيات، ترسخ دعوة الإسلام باحترام أمكنة العبادة الخاصة بجميع الديانات.
وذكّر بأن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم إنما بعث من أجل أن يتمم مكارم الأخلاق، وأن من مكارم الأخلاق هو قبول الآخر غير المسلم. وذكر بأن من مكارم الأخلاق أيضا، والتي دعا لها نبي الرحمة صلى الله عليه وآله وسلم هو أن يذوب الآخر المسلم في نفس فلك المسلم الآخر. وذكر بأن من تعاليم الإسلام نبذ العنف والطائفية والعنصرية، وأن الإسلام علمنا التآلف والتسامح والعيش المشترك والوحدة واللحمة بين أطياف المجتمع، كما نبهنا إلى احترام خصوصيات الآخر. وذكر بأن الإسلام لم يحجر في يوم من الأيام على حرية الرأي والمعتقد، بشرط ألا تكون تلك الحرية ضررا على الآخر «لا ضرر ولا ضرار».
وذكر بأن المجتمع الكويتي المسلم وجد نفسه على ذمة الإسلام كل يمارس شعائره دونما أن يمس الآخر، فالشيعة والسنة كانوا ولايزالون يمارسون شعائرهم الدينية كل حسب عقيدته دون تعرض أحد إلى الآخر. وذكر بأن من يحيد عن هذا المبدأ هو صوت نشاز، لا وجود ولا قبول له في المجتمع الكويتي الذي جسد صفوف الولاء للوطن، وطبق ما تعلمه من دينه من الحث على الوحدة الوطنية، كما أنه مارس تلك الوحدة في السراء والضراء.
وذكر بأن مقتل الحسين عليه السلام في يوم عاشوراء، كان فاجعة كبرى وخطيئة لا تغتفر لمن أسس لها ولمن سعى إليها ولمن ارتكبها ولمن دعا لها ولمن سمع بها ورضي بتلك الفعلة الشنيعة، وأن تلك الأحداث كانت ومازالت صفحة سوداء في تاريخ الإسلام. وذكر بأن يوم عاشوراء يمثل يوم حزن للشيعة بصفته يوما قتل فيه سبط النبي صلى الله عليه وسلم وأهل بيته وأصحابه، من سبيل الحفاظ على دين الله من أن يحرف أو يبدل من قبل الطغاة. وذكر أيضا بأن من عقائد أهل السنة هو صوم ذلك اليوم، وفقا لمعتقداتهم بأن الصوم في ذلك اليوم له أجر وثواب عند الله. فذكر بأنه يجب أن يحرص الجميع على تذكر معتقدات الفريقين، والدعوة لها في حدود المعقول وعدم الخروج عن المألوف بصورة تؤذي الطرف الآخر. وذكر بأن ما صدر ويصدر من حين لآخر من أطراف تود شق الصف وإيجاد شرخ في جسد المجتمع الكويتي، هذه الأطراف لن تجد مبتغاها، لأن المجتمع الكويتي يعرف بعضه جيدا، فأفراده السنة يعرفون جيدا أن هناك شيعة يحيون ذكرى مقتل الحسين عليه السلام كل عام في الحسينيات، وأنهم لا يقبلون أن تكون المنابر الحسينية ساحة للمهاترات والانتقاص من معتقدات الآخر، كما أن أفراده الشيعة يعلمون أن هناك سنة يحبون أهل البيت عليهم السلام كما يحبهم الشيعة ولا يرضون بما يصدر من أصوات تريد ضرب الوحدة الوطنية.
[email protected]