لا نريد ان نكلّف العرب أكثر من طاقتهم وأكثر من قدراتهم الحقيقية وامكاناتهم الفعلية، التي نعرفها جيدا، نريد منهم بعد ان اخفقوا وأخفقنا نحن الفلسطينيين في ثني الرئيس الأميركي ترامب عن إعلانه باسم الولايات المتحدة الأميركية - أقوى وأغنى وأعظم دولة في العالم - اعترافه بمدينة القدس بشطريها الشرقي والغربي - عاصمة لدولة إسرائيل.
نريد منهم أي من أشقائنا العرب ان يضغطوا على حكوماتهم، كي تضغط بدورها على الرئيس الفلسطيني محمود عباس، كي يُلغي اتفاقية «أوسلو» وان يوقف التنسيق الأمني مع الاستختبارات العسكرية الاسرائيلية المحتلة، وان يُلغي كل الاجراءات العقابية ضد أهلنا في قطاع غزة، وحبذا لو تم اقناعه بالاستقالة ومغادرة الضفة الغربية، تاركا أهلنا في الضفة الغربية يقارعون جنود العدو المحتل بكل السبل المتاحة لديهم، فاستقرار الضفة الغربية وهي محتلة يعيث فيها المستوطنون الصهاينة فسادا ليس في مصلحتنا نحن الفلسطينيين الطامحين للحرية والاستقلال، من قريب أو من بعيد!
استقالة عباس وإلغاء سلطته الواهية حتما ستربك اسرائيل وتخلط الأوراق على طاولة نتيناهو، ولتتحمل حكومة اسرائيل تكاليف حياة أهلنا في الضفة الغربية الصعبة والمرة في آن واحد، كدولة احتلال؛ وفق القانون الدولي.
نعم، نريد من الأشقاء العرب ان يضغطوا على حكوماتهم؛ كي يخلّصونا من سلطة عباس في الضفة الغربية ومن سلطة «حماس» في قطاع غزة على ان يُوكل أمر هذا القطاع المحاصر، لمجموعة من أهله المستقلين عن كل حركة أو فصيل فلسطيني مسلح.. على ان تضمن هذه المجموعة المختارة حق رجال فتح وحماس كلهم في الحياة الكريمة، ونريد من العرب الأشقاء ان يضغطوا على الشقيقة مصر، كي تفتح حدودها مع أو أمام أهلنا في قطاع غزة وان يسمحوا لهم بحرية الحركة «السفر» وحرية الاستيراد والتصدير الى ومن القطاع، كل ما يلزم أهل غزة من متطلبات حياتهم المعيشية التي لا يستغني عنها الناس، وأولها الكهرباء الدائمة والماء النظيف والغذاء الآمن صحيا والدواء الناجع، ونريد من أشقائنا العرب؛ ان تتكفل حكوماتهم ولاسيما حكومات دول مجلس التعاون الخليجي بدفع الرواتب «المعاشات» الشهرية لكل موظفي قطاع غزة: القدامى المعينيين من السلطة الفلسطينية والجدد المعينيين من حركة «حماس» وكلهم مجتمعون لا تتعدى رواتبهم الشهرية لسنة كاملة، دخل يوم واحد من بيع البترول الخليجي، فمن دون رواتب شهرية لا يمكن ان تكون هناك حركة اقتصادية طبيعية في القطاع، وليعتبرها أهل الخليج الكرام صدقة عن اموالهم.
هذا كل ما نريده من الاخوة العرب، اذا ارادوا ان يساعدونا بالفعل لا بالقول، اما التظاهر والدعاء والهتاف والصراخ والخطاب فلا قيمة لها على ارض الواقع!