أحمد العنزي
بدأ العد التنازلي ليوم الاقتراع ويبدأ معه الضغط النفسي والمعنوي للمرشحين بالارتفاع، وهذه الحالة أي اللحظات الأخيرة كفيلة بكشف أمور عديدة لا يتوقعها الناخبون ولا المرشحون أنفسهم، لهذا السبب تكون الأيام الأخيرة من الحملات الانتخابية مناخا خصبا لانتشار الشائعات والتكهنات الغريبة وحتى قراءة الفأل، ولكنها أيضا فرصة للتكتيكات السياسية الحاسمة التي تقلب الموازين رأسا على عقب، كما أنه في ظل هذه الأجواء وسخونتها يخرج المارد من القمقم، المال السياسي وشراء الذمم بجميع أنواع الشراء، مال مباشر أو إنجاز معاملة أو ترميم ديوان وعلاج بالخارج أو سياحة ونقاهة إلى أن تهدأ الأجواء ثم نعود بعد 4 أشهر وكأن شيئا لم يكن إلى درجة أننا ننسى أسماء بعض من انتخبناهم لتمثيل الأمة في البرلمان.
كما أن هذه الأيام الأخيرة تعبر عن أفضل مثال لمقولة: إن السياسة تستوجب الكياسة وليس الأخلاق، فبعض المرشحين لا يجد أي غضاضة أو رادعا عن الكذب والمزايدة ودغدغة مشاعر الدهماء من الناس من أجل كسب الأصوات والوصول بالتالي إلى قبة البرلمان، فمقولة «الغاية تبرر الوسيلة» ترسخت في ثقافتنا وسلوكنا وكأنها أمر طبيعي ولا يستوجب الاستنكار.
لكن ومع ذلك تبقى هناك معايير للمرشح الناجح والذي أسميه النائب الدائم للأمة والذي لا يبخل بوقته وجهده ليس في فترة الانتخابات فقط بل على مدار العام تجده يعمل ويجتهد ويدافع عن قضايا الوطن والمواطنين.
هذا المرشح قد لا يكون من ضمن العشرة المبشرين بنيل ثقة دائرته الانتخابية لكنه من القلائل المبشرين بالثقة الدائمة ممن ناصروه ويناصرونه باستمرار.
فالنجاح هو النجاح الدائم وهذا النجاح لا يتأتى بالفوز بمقعد في البرلمان وبعدها ينكشف النائب للناس الذين يتابعون كل صغيرة وكبيرة في ممثلهم، فالمهم والنجاح الحقيقي هو في المحافظة على ثقة الناس وصيانة الأمانة التي أولاه إياها ناخبوه.
ومواصفات المرشح الحقيقي والناجح هي في أن يسير بخطى حثيثة هادئة وعاقله رصينة، يعرف ما يقول ويدرك ما يفعله، ليس المهم بالنسبة له أن يفوز في الانتخابات بل المهم هو أن يغير قناعات الناس للأفضل، كما أنه يكون لديه مبدأ واضح ورؤية شمولية لمستقبل البلد وبرنامجه قائم على إستراتيجية مدروسة، إن لم يوفق في الانتخابات فقد يتبنى رؤيته أي مواطن يهتم بالشأن العام.