أحمد العنزي
لقد هالني البيان الذي أصدره أمين عام التحالف الوطني الديموقراطي خالد الفضالة والذي عبر فيه عن معارضته توزير الشيخ أحمد الفهد وعودته للحكومة. إن هذا البيان ينم عن مغالطات كبيرة جدا وهو في نفس الوقت يعبر تعبيرا لا يقبل الشك عن تخبط الكتل السياسية وخلطها الحابل بالنابل، بحيث خلا هذا البيان من الموضوعية بل حتى لا توجد مناسبة أصلا لهذا البيان برمته، والملاحظات الأولية التي يمكن تسجيلها على هذا البيان هي كالآتي:
أولا لست هنا مدافعا عن الشيخ أحمد الفهد مع أني أتشرف بذلك، فهو الأقدر والأجدر بذلك.
ثم أن نبرة التحذير لاختيار الوزراء لا نصنفها إلا في خانة البحث عن إثارة الأزمات التي لا مبرر لها إطلاقا، خصوصا أنها من صلاحيات سمو رئيس مجلس الوزراء، لكن على الرغم من ذلك فالواضح أن البيان يفتقر للمعلومات الدقيقة والصحيحة حول مواقف الشيخ أحمد الفهد وهذا يبرره ـ كما أعتقد ـ الاستعجال من قبل التحالف في إصدار الأحكام المسبقة والاستعجال في تسجيل المواقف التي ليس لها مناسبة أصلا، وما يؤكد هذا الكلام أن البيان برمته استند ـ وكرر ذلك أكثر من مرة ـ إلى معلومات وأخبار صحف وما تناقلته بعض وسائل الإعلام عن الشيخ أحمد الفهد والتي يحاول التحالف إضفاء المصداقية عليها من باب «لقد نمى إلى علمنا» والمؤسف حقا أن تكتل طليعي كالتحالف يبدأ مشواره السياسي مستندا لأقاويل ومعلومات تتناقلها الديوانيات أيضا؟
ومن الملاحظ في هذا البيان غير المدروس أنه يتحدث باسم الشعب الكويتي بطريقة فيها تمويه وتورية، فالكل يعرف في البلد وخصوصا النشطاء في الشأن العام والشأن السياسي أن آلية عمل الأحزاب والمؤسسات المدنية ضعيفة جدا ويغلب على تحركاتها الطابع الفردي وغير المنظم والاجتماعات تتم أغلبها عبر الهاتف، وأكاد أجزم بأن مثل هذا الموقف أدير بنفس الطريقة والغريب في الأمر أنه سحب الاعتراض على توزير الشيخ أحمد الفهد ليس على التحالف فقط بل وكأن الشعب الكويتي كله يعارض هذا الأمر؟ وذلك من خلال تضمين البيان بجمل وبعبارات فيها تحايل على القراء مثل الجملة التي يوردها البيان والتي تقول «مذكرا بموقف الشعب الكويتي في 2006 والرافض لعودة الفهد وشخصيات أخرى مؤزمة للحكومة».
ما اعتقده شخصيا أن الشعب الكويتي يصف الشيخ أحمد الفهد بالشخصية القوية، ويصفه بالشخصية التي إن بدأت بعمل تنتهي بإنجازه، والشعب الكويتي أيضا ـ الذي يتحدث باسمه بيان التحالف ـ أثنى وبارك للكويت بفضل أحمد الفهد بعودة الكويت لـ «فيفا»، كما أن الشعب الكويتي يعرف أن الشيخ أحمد الفهد وعلى الرغم من كثرة الجدل حول شخصيته السياسية إلا أنه لم يكن سلبيا تجاه وطنه ولم يعتزل السياسة ككثير من السياسيين بل كان ومازال إيجابيا فاعلا، تجده عندما تحتاجه الكويت.
أعتقد صادقا أن البيان يعبر عن أزمة حقيقية في نهج الكتل السياسية نهج يقوم على استباق المواقف واصدر الأحكام المسبقة المتسرعة والتي تنقصها الحكمة، وهذا يحتاج منا فعلا الى إعادة النظر قليلا في هذا النوع من التفكير والانتباه في نفس الوقت لمضامينها وأهدافها غير المعلنة.