أحمد العنزي
سمو رئيس الوزراء، على الرغم من التوتر الذي ساد البلاد في الآونة الأخيرة وعلى الرغم من اللغط الذي اكتنف حياتنا البرلمانية إلا أن إرادة الشعب أثبتت أن الكويت تملك المؤهلات والطاقات الخلابة التي تستطيع أن تقفز بها إلى الأمام، وأولى هذه الطاقات هي شخصكم الكريم بعد نيلكم شرف ثقة صاحب السمو الأمير، حفظه الله، للمرة السادسة على التوالي وهذا يؤكد أنكم أهلا لقيادة الحكومة وإدارة الدولة للخروج من حالة الركود التي نعانيها منذ زمن طويل، والكل يشهد أيضا بأنكم تتمتعون بثقافة واسعة وتجارب غنية تصب كلها في توجهاتكم الإصلاحية، فهنيئا للكويت بكم.
سمو الرئيس، لا يخفى عليكم أننا نعاني من أزمة حقيقية في تردي أوضاعنا التعليمية والصحية والإسكانية ونعيش مشاكل كثيرة كالبيروقراطية والبطالة التي بدأت تنمو وتكبر وأزمة المرور وحوادث الطرق والمشاكل البيئية بالإضافة إلى ما تعانيه إدارات الدولة من ترد في الإنتاجية وغياب حس العمل.
وهذه المشاكل موجودة في كل دول العالم بل هناك أعقد منها في بعض الدول، ووجودها في بلدنا لن يوصلنا إلى اليأس ما دمنا مؤمنين بقيادتكم يا سمو الرئيس، وما دمنا نملك إرادة التنمية وما دامت الكويت تزخر بشباب متطلعين وطموحين يحبون وطنهم، هؤلاء الشباب يؤمنون بتطبيق مبدأ المساواة والرجل المناسب في المكان المناسب.
سمو الرئيس، هؤلاء الشباب هم من يعملون على أن تكون الكويت مجتمعا مدنيا ودولة مؤسسات يحكمها قانون العمل والتفاؤل، ونحن بحاجة ماسة لانتشال الكويت من حالة التردي، من خلال توسعة مشاركة مؤسسات المجتمع المدني ومساهمتها في بناء الدولة والتخطيط للمستقبل، ولا يخفى عليكم أهمية هذه المؤسسات المدنية بكل أشكالها وأصنافها حيث تبقى ديناميكية البلد وحيويته مرهونة بإدارتكم الحكيمة وبدور مؤسساتنا المدنية الحيوي والفعال.
إن الوضع الذي نعيشه دون هذه المؤسسات وروح الشباب فيها سيظل تعيسا، فالكل يتذمر مما حدث تحت قبة البرلمان من ممارسات غير حضارية والتي يعلم الجميع بأن ظاهرها الدفاع عن المواطن والدستور وباطنها تكسب انتخابي رخيص كشفت لنا انتخابات 2009 سقوط أقنعتها المزيفة.
سمو الرئيس، إن المواطن البسيط الذي تسللت لنفسه حالة القنوط والإحباط قال كلمته في انتخابات 2009 مرددا لا للتأزيم، وهذا المواطن على ثقة تامة بحكمتكم وسدادكم في الخروج من هذا الإحباط بتشكيل حكومة قوية تنموية تشعل شموع الأمل لديه وتنقذه من ظلام اليأس لتتنفس من جديد طموحات الشباب الذي أعانكم على حسن اختيار ممثلي الأمة.
سمو الرئيس، من القلب: «وفقكم الله».