أحمد الحشاش
انه حقا لمن المضحك والمبكي في آن واحد، أن ننظر إلى خـلايا النحل وكـأنها وحـوش قـادمـة من الفـضـاء هـدفـهـا نشـر الرعب واحتلال منازلنا ومهـاجمتنا. ولعل ما يزيد الطين بلة ما نجده من الإدارة العامة للإطفاء ومدى تعـاملها الذي لا يمت بصلة من بعـيد ولا من قـريب بخلايا النحل.
فـقد قـرأت في «الأنباء» قـبل أيام أن مواطنا قـد ارتعب من وجود خلية نحل في مـنزله وقام بالاتصال برجال مركز الإطفاء للتعامل مع تجمع هذه الخليـة.
فما كـان من رجال الإطفاء إلا إنهم قامـوا بإشعال شـعلة لهب لتفـريق النحل تارة وحرقه تارة أخرى، وبالتالي تم إخراج النحل من مكان تمركزه في منزل المواطن.
وهناك حـوادث قـد تكون شـبـيـهـة لأن الإدارة العـامـة للإطفـاء تلقت في غـضـون الشــهـر الماضي مــا لا يقل عن 6 بـلاغـات جمـيعها تدور حـول تجمع كمـية من النحل داخل المنازل «يعني بالعـربي كل النحل في البلاغات الستة مات حرقا».
ولو نظرنـا إلى ظاهرة انتــشــار النحل لوجـدنا أنها صـحيـة ولا خطر علينا منهـا سوى نقلها من مكان إلى آخر من خلال طاقم متـخصص من قبل الهـيئة العامـة للزراعة والثـروة السمكيـة مـثلا لا من قـبل مراكـز الإطفاء الذين نشكرهم على تعاملهم العلمي والحـضــاري في حـرق النحـل من خـلال شعلتهم الإنقاذية والنارية.
ولعل ما يزيدنا حزنا جهل الكثير من الناس بكيفية نقل هذه الخلايا بشكل آمن ودون الحاجـة إلى مراكز إطفاء وفلشرات وسـيارات إسعاف.
فـقط القليـل من الدخـان وصـندوق آمن يفـيــان بالغرض.
نتمنى أن تـنظر الهيئـة العامـة للزراعة والثروة السـمكية بعين من الجـدية وتنشئ مراكز طوارئ لمثل هذه الحـوادث للاستفادة من خلايا النحل التي عرف عنهـا أنها بشرى خيـر لمن تسكن وتعيش بجـانبه، ناهيك عن الاستـفادة منهـا من خلال إنتاجها الـعسل وغيـرها من المنتجـات الخاصـة.
هذا أفضل بكثـير من إحراقها وإشاعة الهلع بنـفوس الناس وكـأن القـادم إليهم نحل إرهابي لا نحل زراعي.