إن العلاقات السياسية والاقتصادية بين بعض الدول الإسلامية والعربية وإسرائيل مازالت سرية وتحت الطاولة، خصوصا لدى دول الممانعة والإسلام السياسي الذي يرفع شعار «لا للسلام مع إسرائيل والموت لأميركا».
كانت إيران في عهد الشاه محمد رضا بهلوي (1941-1979م) المعتمد الأميركي في الخليج، ذات تمثيل سياسي واقتصادي مع إسرائيل، مما دفع الزعيم عبدالناصر إلى قطع العلاقات المصرية ـ الإيرانية، فراح الشاه يمول إسرائيل بالنفط أثناء حرب الاستنزاف (1976-1970م) علانية.
ومع أفول العلمانية في المنطقة وصعود نجم الإسلام السياسي أصبحت إيران ثورية فقد أغلق الإمام الخميني (1979-1988م) السفارة الإسرائيلية في طهران وسلمها لمنظمة التحرير الفلسطينية وأنشأ حزب الله في لبنان دعما لمقاومة إسرائيل ومع اشتداد أزمة «الرهائن الأميركان» توترت العلاقات الإيرانية ـ الأميركية، وأثناء الحرب العراقية ـ الإيرانية جرت صفقة (iran gate) وهي عبارة عن بيع صفقة أسلحة وقطع غيار إسرائيلية لإيران بإشراف الرئيس الأميركي الأسبق «رونالد ريغن».
وفي العراق (ما بعد 2003م) جلس ممثلو نجاد والأميركان على طاولة واحدة لتقاسم الأدوار وكيفية إدارة العراق من القطبين الفاعلين في الساحة، وأخيرا وليس آخرا برزت على الساحة الإعلامية قضية شركة «عوفر» الإسرائيلية التي باعت سفينة ضخمة لنقل البترول لإيران بقيمة 3 ملايين دولار ونصف المليون حسب رواية الخارجية الأميركية.
معنى هذا ان الإسلامويين من أجل تحقيق الغاية يمكن أن يتعاونوا مع الشيطان الأكبر أو الأصغر (أميركا وإسرائيل) على أساس «التقاء المصالح» فكل شيء عندئذ مباح، لذلك أجرت منظمة حماس علاقات سرية مع حزب الليكود الإسرائيلي في جنيف، وتعاون المجاهدون العرب والأفغان مع الأميركان لطرد المحتل السوفييتي، وتلقت طالبان دولارات مقابل حماية الأرتال العسكرية الأميركية. فمرحى بالمقاومة والممانعة!
[email protected]