لا يستطيع محترفو الكهانة وقراء الفناجين السياسية أن يتنبأوا بالمستقبل المجهول الذي ينتظر دولنا بعد أعاصير وزلازل الخريف العربي التي اجتاحت الوطن العربي من تونس إلى سورية، والحبل على الجرار فكيف يبشرنا النائب وليد الطبطبائي بهبوب نسيم الربيع العربي على الكويت ونحن لم نر حتى الآن الورود والأزهار متفتحة والثمار يانعة في تلك الدول حتى نسميه ربيعا؟ أعتقد أن التسمية مجازية وراية حق يراد بها باطل.
٭ لم تكن مشاهد الأربعاء الأسود مؤلمة فقط بل مفزعة أيضا ونحن نرى الشباب الكويتي وكأنهم ثوار ليبيون يتدافعون ليقتحموا بوابة قصر العزيزية (مجلس الأمة)، أفهم أن ينتفض الشعب الليبي وكذلك المصري والسوري والتونسي واليمني للتغيير، لكن أستهجن أن يسلك شعب مرفه كالكويتيين سلوك الغوغائية في ظل دولة ترعاهم من المهد إلى اللحد وتصون كرامتهم وحقوقهم، فالكويت آخر دولة اشتراكية في العالم.
٭ ما الذي يحرك النواب الشبيحة إلى دفع شبابنا إلى تلك الأفعال الشنيعة؟ فهل تم إغلاق مجلس الأمة وطرد النواب منه؟ هل عطل الدستور وأغلقت المحاكم وعمل بالأحكام العرفية أم شطب استجواب عراب المعارضة بحكم الأغلبية وقرار المحكمة الدستورية الذي أخلى مسؤولية رئيس الحكومة من حقائب الوزراء، هي الشرارة التي أشعلت رواد ساحة الإرادة.
٭ إن المعارضة في الدول المتحضرة تحمل مشروعا وبرنامجا محددا تعرضه للناخبين إلا في دولتنا فهي خليط من رجعيين وتقدميين وشعبويين وليبراليين وقد اجتمعوا من أجل إسقاط الرئيس وتشجيع الإضرابات وإقرار الكوادر وإسقاط القروض وإن كان ذلك على حساب مصلحة البلد ولكن والحق يقال لهم الفضل في إثراء الثروة اللغوية الكويتية بألفاظ جديدة (انبطاحي ـ إعلام فاسد ـ قبيض).
٭ تطور الأحداث الأخيرة وازدياد الاحتقان السياسي بين السلطتين التشريعية (النواب) والتنفيذية (الحكومة) قد يدخل المؤشر إلى الخط الأحمر، إلا أن يتدخل الأمير الوالد ـ حفظه الله ورعاه ـ ليحسم الأمر بخبرته وحنكته السياسية المعهودة فيقطع يد السارق «القبيضة» ويردع المشاغب «الشبيحة». وللوطن رب يحميه.
[email protected]