أعلن الرئيس أوباما من قاعدة «فورت براغ» في خطاب تاريخي يوم 14 الجاري «نهاية العمليات الحربية في العراق التي بدأت من 2003» بتكلفة باهظة فقد خسروا (4500 جندي قتيل ـ 23ألف جريح ـ 800 مليار دولار)، لكن هل كل هذه التضحيات من أجل تحقيق الديموقراطية والعدالة الإنسانية في العالم ومحاربة الإرهاب؟ ممكن أن أصدق ذلك لو لم تكن أميركا راعية للكيان الصهيوني المحتل، كانت عملية إسقاط حاكم عربي ـ المقبور صدام ـ بالتدخل الخارجي الأجنبي أمرا محرما من قبل «الإخوة العرب» قبل 9 سنوات فقد تعرض الشعب العراقي لحملة تخوين وتجريح قاسية أما اليوم فالأمر أصبح مباحا للشعبين الليبي والسوري أن يستعينوا بقوات الناتو والأتراك وغيرهم بعد أن عجزوا عن مواجهة حكام لا يعرفون الإنسانية.
«أحرام على بلابله الدوح
حلال للطير من كل جنس»
لقد نجح الأميركان بدهاء في زرع نبتة الطائفية في التربة العراقية الصالحة للتفكك فأصبح العراق بعد 2003 مسرحا للتصارع بين الإخوة العرب والعجم في حربهم المقدسة المسيسة بين «ربع عمر وربع علي» لتحرك وتنشط صناعة الأكفان والتوابيت ولتمتلئ البيوت العراقية بالأحزان والأيتام.
نعم لقد تخلص العراقيون من الديكتاتورية ونالوا الحرية والديموقراطية بفضل الأميركان، ولكنهم فقدوا الوطن وغرقوا في وحل الطائفية والفساد الإداري وحكومات التوافق ودعوات الأقلمة فبعد أكثر من عام على تشكيل الحكومة الأخيرة تظل وزارتا الداخلية والدفاع شاغرتين بلا وزير فما جرى للعراق هذا تحرير أم غزو؟ ليس هناك عربي شريف يتمنى للعراق هذا الوضع المأساوي لكن تجري الرياح بما لا تشتهي السفن. فيا بني وطني الكويت هل نعتبر من تجارب الآخرين؟
[email protected]