٭ أبارك للعالم الإنساني دخولنا العام الجديد 2012 م ونأمل أن يحل السلام والأمن والمحبة والتسامح بين الشعوب، واستنكر المذابح التي تصنعها جماعة البوكو حرام (ترجمتها تعني التعليم الغربي حرام) باسم الإسلام في اخوتنا المسيحيين في نيجيريا وبحجة تطبيق الشريعة، أي جنون أصابهم هؤلاء وأصاب عقل البشير قبلهم وبنفس الحجة تقسم السودان وخسر ثروة هائلة في الجنوب، والمتطرفون في مصر والعراق وسورية يسلكون نفس الطريق الهادف إلى تفريغ المشرق العربي من مواطنين ومشاركين في حضاراتنا العربية وتفكيكه بغباء متعمد في ظل صمت غير مبرر من مشايخ الإسلام عما يجري؟
٭ في منتدى العم (عيسى شعيب) الثقافي زارنا القس(أميل حداد) مدير مركز حرية الأديان، وهناك دارت نقاشات وحوارات بين الحضور والقس عن «العهد القديم والجديد» و«الصهيو ـ مسيحية» وعن ذكر اسم الرسول محمد صلى الله عليه وسلم في انجيل «برنابة» وعن سر نجاح المسيحية في فصل الكنيسة عن شؤون الدولة وكان يجيبنا بكل رحابة صدر وهدوء وعند الختام سأل القس الحضور سؤالا ذا مغزى عميق، من فيكم قرأ الإنجيل؟ فكانت الإجابة لا أحد فابتسم وودعنا!
٭ نعم كثير منا يتحدث عن الأديان والمذاهب والتوجهات الفكرية ويقيمها وهو لم يقرأ «فيها» أي في كتبها بل سمع أو قرأ ما يكتب «عنها» وهذا لعمري خطأ في بناء رأي موضوعي عنها، فقد قالت العرب قديما «من فيك أدينك» فالدراسات الدينية والفكرية غالبا ما تكون بعيدة عن الموضوعية. فقد وقع كاتب السطور في نفس الزلل عندما انتقد فيلسوف المغاربة الراحل (الجابري) مستندا على نقد فيلسوف المشارقة (طرابيشي) له، فنبهني أحد الأصدقاء عن خطورة هذا النهج في تكوين صورة مشوهة عن مختلف القضايا فتوقفت..
وأخيرا كل عام وأنتم بخير.
[email protected]