مرتكب الجريمة الإرهابية في مدرسة «أوزار هاتوه» اليهودية في فرنسا التي راح ضحيتها ثلاثة أطفال أبرياء ومدرسهم انتقاما لأطفال فلسطين حسب اعتقاده هو «محمد مراح» شاب فرنسي من أصل جزائري ذو خلفية جهادية مع القاعدة.
وأسفرت الجريمة عن توغل ثقافة الكراهية في الخطاب الإسلامي الممارس في المساجد والإعلام في تعبئة عقول الشباب بالعداء لليهود والنصارى وتحميلهم ذنب جرائم إسرائيل والغرب المساند لها، فبعض رجال الدين يصدق عليهم قول أبي العلاء المعري:
ما جار شماسك في حكمه ولا يهوديك بالطامع
فالقس خير لك فيما أرى من مسلم يخطب بالجامع
فـ «اليهود والنصارى» هم بشر أولا تجمعنا معهم الإنسانية والقيم الاجتماعية وهم مواطنون وشركاء في حضارتنا العربية ـ الإسلامية، وهم لا علاقة لهم بـ «الصهاينة والصليبيين» ممن يحملون نفسا وسلوكا عدائيا تجاه المسلمين، والقرآن الكريم يميز بين الصنفين المسالمين والمعتدين بل يحثنا على البر والإحسان للصنف الأول منهم (لا ينهاكم الله عن الذين لم يقاتلوكم في الدين ولم يخرجوكم من دياركم أن تبروهم وتقسطوا إليهم إن الله يحب المقسطين) خصوصا، والمسلمون اليوم بالملايين في أوروبا يتعايشون مع مختلف الديانات فماذا لو قابلنا الغرب بنفس منطق متطرفينا فمن الخاسر يا ترى؟
وحسنا فعل الرئيس ساركوزي فقد هدأ الأجواء بعد مقتل «مراح» قائلا ان: «مواطنينا المسلمين لا علاقة لهم بالدوافع الجنونية للإرهابي» فماذا لو قام فرنسي بالكويت بنفس الفعل الإرهابي المجرم؟ حتما سيطالب بعض النواب بطرد الجالية الفرنسية جميعها من الكويت!
فمتى يا قوم نغير تفكيرنا ونحدث ثقافتنا؟ فالإرهاب يحاصرنا ويحصدنا يوما بعد يوم!
[email protected]