بقلم: أحمد الجاسم
بالفعل صلى العراقيون، صلاة الجمعة صلاة موحدة، اجتمع فيها السنة والشيعة خلف إمام واحد بغية تجاوز الفتنة المذهبية المشتعلة في العراق وامتدت إلى المنطقة العربية، أعني سورية ولبنان.
حقيقة لا أحمل المسلمين غير المسيسين مسؤولية ما يجري وما يخطط له من قبل بعض الساسة المرتبطين بالخارج أو المتاجرين والمتكسبين من الشعور الطائفي، وما قام به المصلون هو أمر إيجابي يدل على حسن نواياهم وحتى فتوى الشيخ محمود العيساوي التي تحرم استخدام المتظاهرين للسلاح في صراعهم مع حكومة نوري المالكي السيئة لهو أمر إيجابي، لكن مشاعرنا ونوايانا الطيبة لا تكفي لمواجهة نار الفتنة، فاللعبة أكبر وأعظم وأقوى من أسلحتنا البيضاء من خطب ومواعظ وقصص عن التسامح والتعايش في الإسلام.
فهناك وهنا صراع سياسي إقليمي ودولي يجري في المنطقة بين جناح إيران العراق سورية حزب الله من جهة وجناح تركيا قطر السعودية من جهة أخرى، ومن فوقهم جميعا قوى الإمبريالية والصهيونية التي ترقص فرحا وطربا كلما تمزقنا وتناحرنا، فيصور كل فريق صراعه مع الآخر بثوب ديني ومذهبي وعرقي مع ضخ الفتنة من وسائل الإعلام المشبوهة من قنوات وصحف وأدوات تواصل اجتماعي ومثقفين وكتاب وأشباههم وشيوخ دين دمويين ومخرفين وأموال طائلة تدفع لهذا الفريق وذاك، والمال عصب الحياة كما يقولون حتى تستمر أنظمة الفساد حاكمة ومن بعدها الطوفان.
إن وعي الناس ووسائل الإعلام المحترمة في المنطقة لهذه اللعبة القذرة وعدم الانجرار وراء صيحات مهندسيها، كفيل بإسقاط مخططهم وتجنيبنا حربا لا تبقي ولا تذر، وليسمح لنا الشيخ عجيل النشمي بأن نختلف معه فلا الشيعة مسؤولون عن جرائم الأسد بحق شعبه أو النظام الإيراني بحق السنة والعرب في الأحواز ولا أهل السنة والجماعة مسؤولون عن جرائم القاعدة وجبهة النصرة في العراق وسورية بحق الشيعة.
فليكن نضال شعوبنا العربية موحدا وبوصلتنا موجهة نحو تحقيق دولة القانون والمواطنة والحرية والعدالة الاجتماعية للجميع بلا تمييز ديني أو عرقي أو مذهبي هذا إذا أردنا ربيعا حقيقيا في المنطقة؟.
أعتذر للقارئ العزيز على استخدام التوصيفات المذهبية لكن الظروف حساسة تتطلب المصارحة.
[email protected]