قبل سنوات شاهدنا من خلال بعض القنوات الفضائية والسينما وشاشات التلفزيون ظاهرة التعري الجسدي كوسيلة عند بعض المطربات والراقصات والممثلات، الهدف منها جذب أكبر عدد ممكن من المشاهدين، وبغض النظر عن المضمون أو الرسالة الفنية، وكانت الغاية عند هؤلاء الفنانين الكسب والانتشار السريع على القنوات الفضائية، وبسبب طبيعة مجتمعنا المنغلق والتواق لمثل تلك المشاهد، فقد نجحت تلك المشاهد في الانتشار عبر محطاتنا الفضائية ووسائل التواصل الاجتماعي كانتشار النار في الهشيم، ونجحت فكرة التعري حتى صارت مهنة مربحة ومتداولة في كل مكان مادام هناك متابعون.
ظاهرة جديدة اخطر من سابقتها بدأت في الظهور على الساحة السياسية وهي ظاهرة التعري السياسي، وقد تختلف طريقة وأسلوب تنفيذ التعري عنها في التعري الجسدي، ولكن الهدف بالتأكيد واحد وهو الوصول لمصالح شخصية ضيقة على حساب مجتمع بأكمله.
ظاهرة التعري السياسي غير أخلاقية، يقوم على أساسها السياسي بالتعري الفاضح قاصدا ومتعمدا بذلك طرح فكر بغيض غير موائم وغير مقبول لخاصية مجتمعه، مستفزا بذلك شرائح معينة من المجتمع، متحديا فكر هذه الشرائح وأعرافها وتقاليدها، مستغلا شعار الحرية والديموقراطية، عامدا بذلك استقطاب أكبر رصيد من المتلقين والمتابعين وخاصة المنبهرين بتعريه الفج للوصول إلى هدفه المرسوم لمستقبله السياسي، دون الالتفات إلى التبعات السلبية الخطيرة لهذا التعري في طرح فكره الملغوم الذي من المؤكد أن نتائجه أخطر وأكبر بكثير من نتائج التعري الجسدي.
القصد: أحيانا يكون العبث في استخدام الحق في حرية إبداء الرأي أخطر من منعه عند مؤيدي الحرية المطلقة، فما بالك إذا كان العبث في هذا الاستخدام يراد به باطل وهدفا مقصودا وممنهجا لوأد الحرية بالكامل، لذا يجب أن نفهم الأسباب وراء بزوغ ظاهرة التعري السياسي وظهور مثل تلك الشخصيات من أجل تكسب رخيص ومؤقت على حساب حريتنا.
http://www.ahmadalkhateeb.blog.com