كنا صغارا، وتقريبا في سنة 1974 كنا نذهب إلى شواطئ الشويخ وبنيد القار للسباحة والترويح من حر القيظ، كانت المياه على الشاطئ نظيفة وصافية صفاء عجيبا، وكانت مليئة بالأسماك الصغيرة وأذكر منها الميد والحاسوم والمجوة والمزلقان وغيرها من الأسماك المتعددة، والكثير من القواقع البحرية مثل الحويت والزبابيط والقواقع التي تتحرك بين أقدامنا دون توقف، كنا نسرق «مشخال العيش» من البيت لنعمل به مصايد لصيد الميد وكان الخير وفيرا والبحر في غاية المتعة والوناسة.
ثم توالت السنون كلمح البصر حتى جاءنا شهر أغسطس 2001 حيث واجه الجون كارثة غير مسبوقة بأكبر نسبة نفوق في تاريخه حيث وصلت الكميات إلى مئات الأطنان يوميا.
كنت وقتها سكرتيرا في مكتب وزير الصحة وكنت من ضمن الفريق المعني برصد عملية النفوق وكميات وأنواع الأسماك النافقة، كان الأمر صدمة ومحزنا في آن، وكان السؤال المطروح من المواطنين آنذاك هو.. ماذا حدث؟ وكيف تحول جون الكويت الذي يعتبر من أكبر الحاضنات لبيوض الأسماك والمخلوقات البحرية في العالم إلى مقبرة للأسماك النافقة ومركزا للتلوث البيئي؟ من المسؤول عن هذا التلوث المخيف؟ ولماذا هذا التناقص المتزايد في المخزون الاستراتيجي للأسماك؟ وأسئلة كثيرة ومتنوعة ومستحقة.
ولم نكتف بذلك بل انتشرت ومازالت تنتشر الإشاعات من وكالات «يقولون» حتى يومنا هذا حول أحوال الجون الصحية فمنهم من يقول إن الجون يحتضر وآخر يقول مد أحمر وثالث يفتي بتسمم الأسماك بالمواد الكيميائية وللأسف فالمعنيون آخر من ينطق.
القصد.. الحقيقة التي لا لبس فيها ولا يمكن إنكارها هو أن جون الكويت عليل ومجهد، وبحاجة إلى اهتمام حكومي وشعبي أكبر، فكلنا مسؤولون عن هذا التراجع في صحة الجون، حكومة ومواطنين ومقيمين وحداقة وشركات صيد الأسماك ومسؤولي البيئة وكل من له علاقة بهذا الجون الصغير، حتى الذين يجلسون على أطرافه ثم يلقون بنفاياتهم على شواطئه لتختلط مياهه بقناني البلاستك والزجاج والورق والأكياس وكل ما أنهكه حتى تغير لونه.
«تحية شكر وتقدير وإكبار نرسلها لأعضاء فريق الغوص الكويتي التطوعي الذي يعمل في كل الظروف المناخية الصعبة من أجل إعادة الحياة والجمال لجون الكويت ومن دون منة، فشكرا وألف شكر».
http://www.ahmadalkhateeb.blog.com