بعد ان هدأت العاصفة السياسية التي كادت أن تتحول إلى إعصار مدمر يأخذ في طريقه الأخضر واليابس في كويتنا العزيزة، وبعد أن نجحت سفينة الانتخابات في الوصول إلى مرساها الآمن بعد أن عانت كثيرا من علو الأمواج وتلاطمها التي كادت ان تغرقها في أعماق المجهول، بعد هذا كله وبعد طول الترقب والمعاناة، يحدو الكويتيين آمالا وطموحات، ويتطلعون الى تحقيق الكثير والكثير مما افتقدوه طوال السنوات القليلة الماضية.
يتطلعون بداية إلى أن تهدأ النفوس، وان تضع حرب الكلمات والتصريحات المتبادلة أوزارها، وان تسود الحكمة والمنطق في لغة الحوار بين الفرقاء بدلا من لغة التخوين والتشكيك التي أحدثت ثقوبا في ثوب النسيج الاجتماعي لا يستهان بها.
يحدو الكويتيين الأمل في ان يكون مجلس الأمة الجديد مجلس عمل، مجلسا شديدا في الرقابة بلا تعسف، متفرغا للتشريعات التي تخدم الوطن وتحقق العدالة والرفاه للمواطن، لا مجلس مماحكات وتأزيم وابتزاز وخدمة مصالح خاصة، وليعلم جيدا الاخوة الأعضاء في هذا المجلس انهم سيكونون تحت مجهر المواطنين سواء من شارك او من قاطع.
ويطمح الكويتيين الى ان تأتي الحكومة الجديدة جديدة في كل شيء، جديدة في أسلوب التشكيل الذي يعتمد على الكفاءة في الاختيار لا على الترضيات او المحاصصة، جديدة في برنامجها الذي يجب ان يكون واقعيا وطموحا، برنامجا قابلا للتقييم والقياس، جديدة في أسلوب عملها تقود ولا تقاد، حكومة قوية تدافع عن اختصاصاتها ضد كل من يتعدى على ذلك الاختصاص، كائنا من كان، حكومة قادرة على محاسبة نفسها وأعضائها قبل ان يحاسبها مجلس الأمة، حكومة تقيم ميزان العدل والمساواة وتعمل على تكافؤ الفرص بين جميع المواطنين من خلال القضاء على آفة الواسطة، ومنع أعضاء مجلس الأمة من ترهيب او ترغيب المسؤولين والموظفين، حكومة تفرض سيادة القانون حفاظا وتنفيذا على الجميع، على الكبير والصغير، ودون محاباة او مجاملة لأحد او خوف من احد، وعليها ان تضع الآليات المناسبة لمكافحة الفساد الذي اتعب البلاد، وان تطبق على أعضائها قبل غيرهم قانون كشف الذمة المالية، وعليها ان تعلم ان عين المواطنين ستراقب أداءها عن كثب.
وختاما.. شكرا يا صاحب السمو الأمير، شكرا أيها الأمير الوالد القائد، فقد جددت بعد الله سبحانه وتعالى الأمل في نفوسنا في ان يكون المستقبل أفضل لهذا الوطن الغالي، أفضل بإذن الله لأولادنا وأحفادنا.
[email protected]