إعلانات كثيرة تصلنا عبر الهاتف المحمول، بعضها يتعلق بأجهزة كهربائية وبعضها يتعلق بأغاني وبعضها يتحدث عن محل تم افتتاحه بحضور عضو مجلس أمة والمحل خاص بالملابس النسائية!
ولا أدري ما علاقة عضو مجلس الأمة من الرجال بالملابس النسائية؟! اللهم إلا إذا كان أخونا مصمم أزياء متقاعدا!
غير ان الإعلان الأكثر انتشارا لا يصلني إلا وأنا في اجتماع وحالتي حالة، وأحيانا يصلني وأنا لم أذق طعم النوم من عشرين أو أربع وعشرين ساعة ليقول لي ما نصه: «اكسر الملل والفراغ ودردش معانا!»
هناك أكثر من ثلاثين ألف ديوانية في الكويت تمارس الدردشة ليل نهار، والجماعة يريدون دردشة جانبية عبر الهاتف!
أعرف أناسا مدمنين دردشة دواوين انتقلوا الى الدردشة عبر الإنترنت، واليوم هناك عروض لسحبهم لدردشة الهاتف، يعني حياتهم من أولها لآخرها دردشة × دردشة! والإنتاجية = صفر!
والسؤال: كم من هؤلاء لديه مسؤوليات تجاه أم أو أب أو زوجة أو أبناء أو عمل؟!
ما إنتاجية أولئك لأوطانهم ولأسرهم ولعائلاتهم إذا كانت الحياة هي مجرد «سيجارة» وفنجان قهوة أو شيشة مع جهاز لاب توب لدواعي اللعب والدردشة؟!
هناك شركات يبدو ان إحساسها الوطني والقيمي منته ولذلك هي تعمل على تسويق ضياع الوقت دون منفعة!
وفي وسط هذه العتمة غير المنتجة خرج علينا شاب رائع اسمه «مشاري الخراز» بندوات جماهيرية رائعة تتكلم عن العلاقة مع الله عز وجل.
في مثل هذه الأمور لا بأس بالاستماع والدردشة لأنها ستقودنا وبكل تأكيد الى العمل، فلا يمكن ان تتحقق العبادة لله عز وجل دون حركة أو سهر من أجل عمل مثمر للدين والدنيا ولله سبحانه وتعالى.
الناس تعيب علينا أننا أصبحنا شعبا كسولا غير منتج وغير عامل، ينام عندنا الشاب حتى العصر ليسهر الليل بطوله إما للدردشة أو لتقليب صفحات الإنترنت الفنية أو للعب الهند والكوت بوسته!
وهو قول غير دقيق في مجمله لأن هناك وبكل تأكيد شابا كويتيا عاملا وصادقا ومنتجا سرق من وقته ساعة لطاعة ربه ولسماع الدردشة المفيدة في المسجد الكبير مع الشيخ مشاري.
الشيخ مشاري الخراز حطم أرقامنا القياسية كسياسيين في الحضور الجماهيري لأنه قدم للناس ما هو أهم مما نقول، قدم لهم أسلوب وفن العلاقة مع المولى جلّت قدرته.
مشاري لم يسلم من النقد لأننا مجتمع يحول الغيرة إلى حسد ونميمة بسبب خلافاته المذهبية أو السياسية ولكن الأكيد أن مشاري اليوم أهم من حناجرنا كسياسيين.
ولهذا أرجوه أن يوعي الشباب بأهمية العمل وبأهمية الطموح وبأهمية السعي في الرزق ولأهمية أن يكون لدى الإنسان قدوة وهدف.
بارك الله لك وفيك يا مشاري، وأثابك عنا خير الثواب.. وإذا صرت فاضي أرجوك دردش معاي... فالشرف لي قطعا.
www.alshohomi.com