من يعتقد أن الحكومة تأخرت عن سحب جنسية «الزنديق» ياسر لأنها ترتب الأوراق القانونية أو لأنها لا ترغب في إثارة الفتنة أو لأنها ترغب في تهدئة الأمور، فهو مخطئ، لأنها تملك كل الأوراق القانونية جاهزة، وكلما تأخرت في سحب الجنسية زادت الفتنة وغاب الهدوء.
وشخصيا أعتقد أن الحكومة فعلا في أزمة، والأزمة لا علاقة مباشرة لذلك الزنديق بها، ففي الوقت الذي تخشى فيه الحكومة «زعل» بعض النواب الشيعة، تنظر بعين القلق لاستجواب كتلة العمل الوطني.
فالعدد القابل لطرح الثقة كردة فعل على الأحداث قد يصل لخمسة نواب هنا وخمسة نواب هناك والرقم القديم لكتلتي التنمية والإصلاح والشعبي وبعض النواب المؤيدين لهم يصل لما يقارب الـ 13 نائبا ولهذا فالحكومة تعتقد أنها قد تصحو على مارد كبير إن هي لم تراض نواب الشيعة ونواب كتلة العمل الوطني!
إن ما قاله الزنديق ياسر لم نرفضه وحدنا، بل رفضه المجتمع الكويتي بأجمعه، ومن أيد سحب جنسية ياسر كردة فعل على ما قاله بحق أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها لا يقارن بمن أيد سحبها فقط لازدواجية جنسيته.
وشخصيا وإن كنت أعتقد أنه قد أعطى للحكومة الحل باعترافه عبر تلفزيون الوطن بازدواجيته، إلا أنني مصر على أن يكتب في قرار سحب الجنسية أنه كان سببا مباشرا في إثارة الفتنة داخل الكويت عبر تهجمه على أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها.
والحقيقة التي يجب ألا تمر مرور الكرام على البعض هي ان بعض من أيد سحب الجنسية عن ياسر لازدواجيته لم يقصد سوى فتنة أخرى في المستقبل.
وأعني أن هناك من «سيردح» مستقبلا بصوت أعلى لسحب جنسية كل مزدوج أيا كان انتماؤه.. وشخصيا قلت وسأبقى: إنه لا توجد جنسية أغلى عندي من وطني ولا أعتقد أن عاقلا سيقبل إن كان كويتيا بحق أن تكون له جنسية أخرى أيا كان مقام تلك البلاد في قلبه.
ولست ضد تطبيق القانون على أولئك جميعا، ولكني وللحق أقول: إني لا أقبل أن تسمح الدولة والحكومة بوضع واضح وظاهر أن يتنامى عبر سنوات طويلة ثم تأتي فجأة لاقتلاعه دون مقدمات.
وشخصيا كذلك لا يمكنني أن أقبل بمساواة الجنسية العراقية والإيرانية بالسعودية والإماراتية مثلا فنحن والخليج جسد واحد بدول مستقلة.
ولهذا أقول: إن حكومة بين نارين لا تقصد تهدئة البلاد، ولكنها «ضايعة» كالعادة وللأسف، ولو أنها سحبت الجنسية بعد هدية تلفزيون الوطن لها لما دخل الناس في تأويلات اللحظة.
أخيرا.. نواب الندامة لايزالون في إجازتهم وما هم إلا عبّاد أصوات انتخابية لن يتكلموا لأن عرض الرسول صلى الله عليه وسلم عندهم أقل أهمية (أستغفر الله) من كم صوت قد «يزعل».
أما أنا فأعلنها صريحة و«ليزعل من يزعل» وليحترق بنار جهنم هو وصوته، دفاعا عن أمي عائشة رضي الله عنها.
www.alshohomi.com