حكومة ساركوزي ورغم كل المعارضة التي واجهتها لاتزال مستمرة ومصرة على عدم التراجع عن قرارها القاضي بزيادة سن التقاعد.
قيل لساركوزي: ستكون هذه القضية قاصمة لشعبيتك وستحكم بإعدامك سياسيا، فلم يأبه لذلك ومضى قدما في اتجاه يظنه لصالح شعب فرنسا ولصالح مستقبله الاجتماعي والاقتصادي.
الشوارع غصت بالمظاهرات والملايين نزلت للشارع، فما استعانوا بالقوات الخاصة ولا أحاطوا بالناس ولا تم حجز الشرطة فقط من أجل ندوة مثل ربعنا!
بل عاد ساركوزي للمجلس التشريعي لطلب تعديلات قانونية تسعفه على انقاذ الموقف حسب وجهة نظره وللآن لم يبت فيها.
الشعب انتفض لزيادة سنتين لسن التقاعد من 60 سنة لغاية 62، ولم يقتنع بحجج الحكومة التي تشابه حجج ربعنا «العجز الاكتواري» وخلافه!
الفرق بين فرنسا والكويت من الناحية الدستورية هو فرق بين السماء والأرض، فحكومتهم لم تعالج مشاكلها بكم كاتب من التبع أو بكم بوق «معفن» أصوله لا تشرف أحدا، ولكنها واجهت المعارضة العنيفة بكل رقي واحترام ولم تقل إن البلد سيدخل في نفق مظلم بل ظلت وللآن مدينة النور والأضواء والثقافة.
حكومتها لجأت للمجلس لطلب استثناءات معينة ولم تفعل كما فعلت وزارة الداخلية عندنا التي حركت دباباتها وقواتها الخاصة لمنازلنا، وعندما اجتمع التجار عادت لقواعدها سليمة خاضعة خانعة ولم تتكلم أبدا!
شرطتها لم تغلق الشوارع على المتظاهرين بل تركتهم وأعدادهم بالملايين يعبرون عما يريدون بالشارع!
لا كشرطتنا التي تركت أمن البلد وتابعت الدواوين وما يقال فيها!
ساركوزي لم يصف المتظاهرين بأنهم يريدون حرق البلد أمنيا ولم يقل لممثله الإعلامي: كلّم الكتّاب والإذاعات ليقولوا إن هذه التجمعات ضارة بمستقبل البلد.
لا كربعنا الذين تطوعوا للذهاب للصحف لمهاجمتنا فقط لإقامتنا ندوة في ديوانية، بل ويتبرع مدير شؤون قانونية في وزارة أمنية لتكون مهمته احصاء كم عدد الحضور بالضبط في الدواوين!
يعني.. الأخ القانوني الجهبذ مهمته عد كم رأسا حضر، بدل ان يؤكد لوزيره أنه لا سند قانونيا على الاطلاق لما فعل.
كلمة قبل الختام..
رسالة أوجهها لذلك «المطوع» الكذاب الذي يصف نفسه بأنه اسلامي وهو متمصلح ومنتفع حتى النخاع، بأننا وان سكتنا على نباح الكلاب أحيانا فذلك لا يعني أننا لا نراها.
افهم قبل ان تسحق... انت ومعازيبك ممن أظن أن وجودهم من علامات يوم القيامة.. يقول الرسول صلى الله عليه وسلم: «إذا وسد الأمر لغير أهله فانتظر الساعة» أو كما قال صلى الله عليه وسلم.
www.alshohomi.com