لا أعتقد أن الناس تجهل أننا نشهد في حياتنا أمورا كثيرة على غير حقيقتها.
فهناك أسماء ذات بريق تدعي شيئا وهي مزورة وتلك الأسماء لا يشترط ان تكون فقط في الساحة السياسية، بل انها موجودة في الإعلام والفن والرياضة والتعليم وأماكن أخرى.
فرجل الدين الذي يدعو الى الصلاة والقيام والتعبد والتهجد ويعشق الدينار ويموت بالدرهم ويحلل عند أي مصلحة، ويحرم عند أي شيء ضد تجارته.. هو مزوّر.!!
والوطني الذي يدعو للحرية والديموقراطية والانفتاح والتمسك بالدستور مزور حينما يعادي من أبناء وطنه شريحة كبيرة فقط لأنها لا تملك شهادة «هذا ولدنا».
ورجل الدولة الذي يدعو للوحدة الوطنية ونبذ الطائفية واحترام الأديان والمعتقدات والعقائد ولو تقدم لابنته رجل من المذهب الآخر نفاه الى آخر الدنيا أو اذا سأله فقير أو بسيط شيئا من ماله أو من أهله لعنه، هو أيضا مزور!
والقيادي الذي يدعي أنه يعمل من أجل وطنه، يحمل شعار نموت وتحيا الكويت، مزور متى ما ثبت يقينا أنه لم يصل لذلك المركز إلا بظلم الآخرين أو بالواسطة وهو غير مستحق»!!
والمحامي الذي يدعي الحفاظ على القانون وسيادة احكامه وقواعده، ويطبل لوزير اخترق القانون من أجل خصومة له مع أطراف أخرى مزور وخسيس.
والرجل الذي يدعي الأمانة ويستقبل في مكتبه خائنا للأمانة بدعوى انه استقبل كل الناس مزور.
والطبيب الذي يدعي الانسانية ويحافظ على مظهره امام الناس وكأنه حمامة السلام مزور اذا ثبت انه سليط اللسان وقليل الاحترام للآخرين، فإن دخل عليه ابن الأكابر أكرمه ونعمه، وان دخل عليه الفقير أذله وأهانه.
والسياسي الذي يدعي أنه إسلامي وقلبه حقود ولسانه بذيء ويشكك في ذمم الناس ويغض الطرف عن أبناء عمومته وأقربائه مزور.
والرياضي الذي يناشد الناس الحفاظ على المكتسبات الوطنية الرياضية ومحاولة لم الشمل في الأسرة الرياضية مزور ان ثبت انه رأس الأفعى ومصدر الفرقة وأساس التشتت، بل انه لم يلعب أي رياضة في حياته اللهم إلا الكوت بوستة!
والتاجر أو القاضي أو الدكتور الذي يدعي أنه يعمل في الخدمة العامة فقط لحب الناس وانه يخسر من راتبه ومدخوله الكثير من أجل ذلك مزور اذا ثبت أنه «بلاع بيزة» وانه ما بحث إلا عن الثروة تحت رداء الشرف.
وأخيرا من يعتقد ان الانتخابات الأخيرة كانت نزيهة وشفافة وصادقة وصحيحة مزور لأنه يعلم انها كانت مسرحية حكومية طبقت في دوائر معينة لتعمم التجربة مستقبلا.
يا قارئي الكريم، المقال لا أقصد به أحدا داخل قاعة عبدالله السالم وان كانت بعض الأمثال اسقاطها سهل.
نسيت.. ومن يقسم بالله ثم «يشفط» على قسمه (استغفر الله) مزور ودجال و«مو كفو»..
وهذا مثاله «واجد» «وايد» «تومتش» «فاجد».
mailto:www.alshohomi.com