أحمد الشحومي
خيمة هنا وخيمة هناك.. هذا كل ما تبقى من ذكريات المجلس البلدي في الكويت!
لو سألت الناس اليوم عن اهم احداث هذا الاسبوع لقالوا لك إنه الأسبوع الاخير لامتحانات المدارس، او لربما حدثوك ان كانوا رياضيين عن نهائي كأس الأمير او كأس القارات، أو قالوا لك إن هناك جلسة لاستجواب وزير الداخلية يوم الثلاثاء، او لربما تذكر أحدهم أنه حجز لأبنائه للسفر لأي مدينة لا تعاني من انفلونزا الخنازير، وأظنها ستكون إما في اليمن أو في تورا بورا (افغانستان)، التي وان تنوعت فيها البهائم بين جحوش وحمير إلا أنها كدول اسلامية لا يمكن ان تقبل بالخنازير (اعتقد ذلك)!
المجلس البلدي الذي كانوا يتسابقون من اجل الترشح له والظفر بأحد مقاعده، ما عليك اليوم سوى ان تضمن حضور 1500 شخص في بعض الدوائر كي تفوز!
بعض انتخابات الجمعيات التعاونية اليوم اشد شراسة من انتخابات المجلس البلدي، فالجمعية تتيح المجال لعضو مجلس الإدارة بمميزات لا يملكها عضو المجلس البلدي اليوم وللأسف، بعضها يتعلق بالجرجير والبقدونس الذي يوزع مجانا لبيوت بعض الأعضاء، وبعضها الآخر يتعلق بسفرات على الدرجة الأولى لمعاينة ثلاجة في الدنمارك من اجل السوق المركزي طبعا!
المجلس البلدي اليوم مجلس استشاري لدى وزير البلدية اذا اراد الاستئناس برأيه اخذ، واذا رأى «تطنيش» كل ما يدور من نقاشات داخل قاعة المجلس فعل ذلك!
نواب المجلس البلدي يقدمون بعض الاسئلة لوزير البلدية والوزير ما عليه سوى ان يقوم بـ «التطنيش» وتنتهي القصة!
قبل شهر من اليوم كانت نسبة الحضور في انتخابات مجلس الأمة تعادل الـ 60% وفي بعض الدوائر بلغت 50% وهو ما يدفعني للاعتقاد بأننا سنتابع انتخابات لن تتجاوز نسبة الحضور فيها الـ 25% بأحسن الاحوال!
المجلس البلدي يستحق وقفة من قبل مجلس الأمة الذي وان كانت بدايته تدفع الى التشاؤم عند بعض الناس إلا اني اكاد اجزم بأن هذا المجلس الذي دفع البعض دم قلبه من اجل انجاح نوعيات معينة من النواب فيه لن يحل بسهولة وسيكمل على الاقل ثلاث سنوات من عمره الاصلي وهو بطبيعة الحال ما نتمناه من اجل هذا البلد.
اقول: المجلس مطالب بإعادة جزء من الهيبة للمجلس البلدي بدلا من «الحالة الكسيفة» التي هو عليها الآن والا فالأمر لن يتجاوز اشهرا حتى يطالب وزير البلدية بضم تبعية هذا المجلس لإدارة مكتبه!
أخيرا قرأت لأحد المرشحين للمجلس البلدي تصريحا بأنه سيعمل ضد الفساد!
والغريب اننا ومنذ عام 2003 نتكلم عن محاربة الفساد، فزدنا فسادا، ولله الحمد، وبعد ان كنا نعاني من فساد في بعض وزارات الدولة، اصبحت القضية اليوم في كل مكان.
الفساد اليوم فساد الأخلاق يا سيدي، «فلا تتحمس وايد ودوّر عن 1500 ينجحونك علشان السيارة الـ bm وبس اسكت».
فـ «الشق عود.. عود.. عود».. صدقني!