أحمد الشحومي
رغم كل ما يقال عن الحكومة الحالية، والتشكيلة الحالية لمجلس الامة، فإني اعتقد اننا امام اقوى حكومة تشكلت منذ سنوات عديدة مضت.
مشكلة البعض اعتقاده انه ما دام حزبه أو تكتله أو هو شخصيا قد سقط، فإن الامة بأسرها قد سقطت وان المستقبل امام البلد بات سوداويا وللاسف.
وهذا غير صحيح تماما، فمجلس الامة الحالي يزخر بالعقليات الجيدة القادرة على الانتاج، بينما الحكومة الحالية فيها الكثير من الملاحظات الايجابية التي علينا ان نحترمها.
لماذا نريد «مجلس لطم» ننوح فيه وعليه، ولا نسعى ابدا للتفاؤل؟!
لماذا نقول مثلا ان قبول رئيس مجلس القضاء الاعلى للوزارة مثار استغراب وتعجب، ولا نقول اننا كسبنا اسما رائعا وحكيما داخل مجلس الوزراء؟!
لماذا لا نلتفت الى ان الحكومة اختارت رجالا في اماكنهم الطبيعية لأول مرة وبشكل احترافي واضح، كأحمد الهارون في التجارة، وبدر الشريعان في الكهرباء، وهلال الساير في الصحة، بل وحتى موضي الحمود في التربية؟
ثم لماذا لا نسعد بدخول رجال دولة كمحمد العفاسي ومحمد البصيري وروضان الروضان للحكومة؟! ولماذا تعتبر عودة احمد الفهد ازمة بدلا من رؤية الجانب الايجابي لها، وهو وجوده الى جانب ابناء عمومته على طاولة الحكم والحكومة حتى نخلص من نظرية المؤامرة؟!
بعضنا يعشق النكد بالفطرة بل يبحث عنه، كبحث اتحاد كرة القدم عن حل لمشكلة أتفه من التفاهة منذ اكثر من عامين حتى الآن.
نعمل من الحبة «قبة» ونصور أنفسنا اننا نفهم في كل شيء وبعضنا «قوطي» مع سبق الاصرار والترصد.
وبعض اولئك «القواطي» وصل للاعلام وصار يملك ان يشطح وينطح في الكل دون ان ينظر لمصلحة هذا البلد نهائيا.
انا لا اقول ان المجلس دون عيوب وان الحكومة كلها إعجاز، ولكن ادعو للتفاؤل.
ودعوتي للتفاؤل لا تعني عدم مطالبتي نواب الامة بأن يؤدوا اعمالهم بالامانة والصدق، بل اني ادعوهم الى ان يتقوا الله في هذا الشعب الذي يحتاج الكثير ليعود لسابق زمانه في دولة الرفاهية.
نريد مدرسة وشارعا ومستوصفا وكهرباء وجامعة ومطارا مثل الناس بدلا من ذلك «القرقور» المسمى مطار الكويت!
نريد مستشفى ندخل اليه للعلاج ولا ندخل اليه كطريق للمقبرة، ونريد ان نحلم بجسر الصبية وفيلكا الجميلة من جديد.
تكفون خلونا نحلم بدل ما نلطم، لا نريد ان نصل الى مرحلة الحلم فيها حرام بهذا البلد.