أحمد الشحومي
قال المأمون: الرجال ثلاثة، رجل كالغذاء لا يستغنى عنه، ورجل كالدواء يحتاج إليه أحيانا، ورجل كالداء لا يحتاج إليه أبدا.
فما بالكم برجل كالغذاء وزانه الله بالتواضع وحسن الأدب، وكم هم أولئك الذين نحسبهم على هذه الشاكلة في أيامنا هذه، وقد تبوأ المكان أحيانا أناس لا يستحقون الذكر إطلاقا.
تذهب لمدير عام في احدى وزارات الدولة لتحاول أن تقابله فتصطدم بسكرتير أو سكرتيرة تؤكد لك أن الرجل «مو فاضي».
أو قد تضطر لمراجعة طبيب لمرض عاجل، فيؤكد لك انه لن يستطيع رؤيتك إلا بعد أيام لانشغاله الدائم.
تتصل بضابط، للتو وضع النجمة على كتفه، لحل اشكالية بسيطة فيرد عليك وكأنه الفريق ركن دبابات.
تتكلم لصحافي أسندت إليه صفحة أو تسلّم بالغلط زاوية، فيدخلك في مليون تنظير قبل أن تحاول أن تسأله حاجتك.
تحاول أن تطمئن على صحة وزير سابق، فيرد عليك بعد اسبوع وكأنه يعتقد أنه لايزال في الوزارة ويخاف ان تطلب منه حاجة لك أو للناس.
بعد هذا جرب أن تتصل بالسفير أحمد فهد الفهد مدير مكتب صاحب السمو الأمير لأخذ موعد مع سموه، وانظر الأدب الجم والتواضع العظيم لهذا الرجل.
بعد هذا تتصل بخالد الجارالله وكيل وزارة الخارجية ليرد عليك بكل لطف ويسر وسهولة.
بعد هذا ايضا جرب ان تلجأ لسفير المملكة العربية السعودية د.عبدالعزيز الفايز لتتعلم معنى التواضع وكرم ونبل الأخلاق.
الدوام لوجه الله فدع الناس تذكر منك حسن لقائك وحسن غيابك أو رحيلك.
نعى بيت الزكاة المرحوم بإذن الله رجا حباج العازمي كأحد أكبر المتبرعين له في بيان صادر عن بيت الزكاة.
ولمن لا يعرف هذا الرجل أقول انه عاش ومات بسيطا في مشيه، بسيطا في قوله، هينا لينا خلوقا، رحمه الله. لم يتكبر على أحد، رغم نعم الله عليه.
فاللهم اني أسألك تواضعا وحلما.. يارب العالمين. وسامحوني جميعا.