أحمد الشحومي
لا يوجد في العالم بأسره من أقصاه الى أدناه ومن شرقه الى غربه وزير للداخلية يصرح للصحافة أكثر من ادارته الاعلامية بل اكثر من مجلس الوزراء بأسره الا معالي الفريق ركن متقاعد (سابقا) وزير الداخلية الكويتي الشيخ جابر الخالد الصباح، حفظه الله ورعاه وأبقاه!
وتصريحاته للصحافة بعضها يبقى للابد تراثا للامة وإرثا تاريخيا للشعوب وحصادا مهما لمن يليه من الوزراء.
وليس أدل على ذلك من قوله، لا فض فوه، «أنا حطبة دامة» ويعني انا جندي لخدمة هذا البلد.
ولكنه اراد ان يؤكد للناس انه مع التراث وانه «حطبة» بمنصب وزير داخلية.
ولأن الحطبة بيد من يلعب بها، أراد الوزير أن يؤكد للعالم انه دامة، أدامه الله!
معالي الوزير، حفظه الله، يريد أن يؤكد للناس ان معارضيه جميعا من أعداء تطبيق القانون، وأنه الآن يدفع ثمن مواقفه القانونية المشرفة، وتناسى أن اعتراضنا عليه لا علاقة له بذلك أبدا، بل بإحساسنا أنه لا يدري بأنه لا يدري، واعتقاده الدائم انه «الفلتة» الوحيد الذي تسلم الداخلية.
وزير الداخلية عنده استعداد للتصريح لأي صحافي مهما كانت جنسيته المهم ان يبقى على الساحة الاعلامية.
واذا وصلته رسالة على جهازه النقال لا يستحيي أبدا من ان يؤكد للعالم انه تلقى تهديدا بالقتل من بعض صبية العراق كما يبدو.
في 20/10/2008 أثرت في ندوة بديواني قضية الاعلانات بكامل تفاصيلها قبل ان تثار في الاستجواب الذي قدم للوزير بعد عام من كلامي تقريبا، وكنت وسأبقى على قناعة بأنها ليست سوى دليل على أن الوزير لا يدري أنه لا يدري.
وبعد ان حاز الوزير ثقة نواب الشعب وتغنى بذلك بطقطقة وطيران امام ديوانه وكأنه عائد من انتصار على الروم أو اليهود، أبقاه الله وأدامه ذخرا للاسلام والمسلمين، اقول بعد الطقطقة ثبت لنواب الامة ان الوزير لم يقدم للنيابة أي شيء يذكر وان قضية تحمله لمسؤولياته التي تذرع بها البعض ما هي الا «تيش بريش».
واذكر اني قلت خلال استجوابنا لوزير الصحة عام 2007 ان احالة الوزير لأي ملف للنيابة لا تعني انتهاء المشكلة وآنذاك أثبت للنواب وللناس الفهمانة ان مثل هذه الحركات لا يفترض ان تقبل من نواب الامة، وقدمت ما يفيد بأن التحقيق انتهى الى لا شيء لأنه لم يقدم للنيابة أي شيء أصلا.
وزير التصريحات والطيران لم تنته القصة معه بعد، بل للحديث بقية في مقال متواصل.