أحمد الشحـومي
أربعة أيام بلياليها انقضت ولا أزال اكتب عن تصريحات معالي وزير الداخلية، و«معالي» هنا تعني العلياء والعلو، رغم انها ذكرتني بمعالي زايد تلك الفنانة المصرية التي كلما رأيتها اعتقدت أني أرى انسانة أخرى، يعني «كل شويّ لها وجه آخر» مثل أخو جابر الوارد ذكره في المقال السابق!
عموما ما علينا، يستاهل بونواف ان نكتب عنه مجلدات حتى يقضي الله أمرا كان مفعولا، ونرتاح من تلك التصريحات!
من تصريحاته، لا فض فوه، عندما سئل عن الاستخبارات الأجنبية قال «ماذا تفعل السفارات في الكويت؟! فمن المعروف ان لكل سفارة عيونها!».
رفقا بالقوارير يا بونواف، هل تقصد أن السفارات شغلها استخبارات، يعني هل كنت حضرتك جاسوسا على أهلنا في السعودية عندما كنت سفيرا مثلا؟!
وفي احد مؤتمراتك الصحافية، اذا تذكر، بدأت بقولك أنا جابر الخالد وليس المبارك!
يعني: أنا لست من ذرية مبارك، ونحن نقول لك «ندري والنعم فيك وفيهم، لكن الحمد لله انك مو من ذرية مبارك وإلا كنا نحط ايدنا على قلوبنا!».
ثم اننا ندري أنك جابر الخالد رئيس الأركان السابق، ولم يقل لك أحد قط إنك لا يمكن أن تكون شقيق محمد الخالد وزير الداخلية السابق فالفرق ـ حفظك الله ـ واضح، نعم نفس الطول لكن مو نفس البوهه! الا اذا كان عندك رأي آخر.
المعنى يا معالي الوزير هو انك دائما ما تخرج بتصريحاتك عن حاجة الناس التي لا تتعدى رغبتها في استتاب الأمن في البلد.
وقد قلت انك ستعيد الخيالة للشوارع، يعني أقف عند الإشارة فأجد دورية على حصان بجانبي! هذه هي التكنولوجيا عندك يا بونواف.
وأقول ان مقصدك سليم لكن تفكيرك قديم، فالمقصد سرعة الوصول لحل المشاكل العالقة واليوم دول كثيرة ابتدعت العربات السريعة التي يقف عليها رجل الشرطة، ما لم تكن أمام رغبة في تعيين شركة تنظيف بنفس عقد شركة الاعلانات تتابع «خرا الحصن»، أجلكم الله! وتكون قياسات شركة التنظيف تختلف بالتأكيد عن قياسات شركة الاعلان! وبدلا من مكافحة الجريمة نتابع وين تروح الخيالة ونقوم بالتنظيف خلفها!
أتذكر جيدا أني اقتربت في احدى جلسات مجلس الأمة من الأخ وزير الداخلية، وهمست في اذنه قائلا «خفف من تصريحاتك» فانطلق كالرصاصة التي أطلقها من مسدسه بأني لا أتوقف عن الرد على أصحاب الدماء الزرقاء!
وأشهد الله اني من لحظتها وأنا مدرك أنك «رايح» في طريق لا تحمد عقباه من التصريحات، وقد حدث ذلك فعلا، فهل تجدي المناشدة الآن أم اننا مقبلون على تصريحات أخرى بحاجة لتفسير؟!
عموما سيكون المقال القادم آخر مقالات «شيلمهن» وأتمنى ألا أعود بداية الأسبوع القادم لأني سمعت تصريحا آخر في الوقت الضايع.