أحمد الشحـومي
يقول معالي الوزير المسؤول عن الأمن الداخلي في البلاد «لو تصير حرب على الحدود يجب ان يستمر العمل الاداري»!
وهو قول صحيح الشكل لكنه بعيد عن الواقع والمنطق، فهل يعقل في دولة كل جيشها لا يتعدى الـ 100 ألف ان تستمر في استقدام كروت الزيارة والفحص الفني للمركبات والبلد مهدد في الحدود!
يعني هل تعتقد انك ستجلس في مكتبك والبلد مهدد على الحدود تمارس العمل الإداري وتؤكد ما كنت تؤكده دائما بأن اللي بالجدر يطلعه الملاس!
ثم ما هي سالفتك مع الجدر والملاس وأمهر الطباخين هل انت متأكد يابونواف انك خريج كلية ساند هيرست العسكرية ام انها ساند هريس المدنية؟!
ثق بالله يا معالي الوزير لو كنت وزيرا في وزارة اخرى لكنا قد تجاوزنا عن بعض تصريحاتك «اللي مالها معنى» ولكن لكونك الرجل المسؤول عن حفظ أمن البلد واستقراره كان لابد من مواجهتك بكل هذه التصريحات التي أساءت لك قبل ان تسيء لغيرك او لوطنك.
وثق بالله اننا لا نحمل لك اي ضغينة أو كره وإن كنا مقتنعين قناعة كاملة لا تشوبها شائبة بأنك لا تصلح لهذا المكان أبدا، بل اننا نعتقد ان بعض قيادييك الذين تحاول زرعهم في الوزارة هم كذلك لا يصلحون.
وهو رأي يتجرد من العاطفة ويبتعد عن المصالح التي يرتبط بها بعض من منحك الثقة وللأسف، فهل يعقل ان يطرح الثقة فيك من لديه مصالح مباشرة عندك من تعيين او ترقية؟! لا يمكن.
وقد تكون لا تدري ان بعض من منحك الثقة منحك اياها خوفا من الحل او لأنه لا يحب شخص المستجوب او لأن توقيت الاستجواب اثر في نتائجه لكن صدقني الغالبية غير مقتنعة بك إطلاقا!
وحقنا في إبداء الرأي لا تملك ولله الحمد الحجر عليه، وإلا لكنت أرسلت إلينا مدرعة من القوات الخاصة تحاوط مكتبي وتقلني الى بلاد اخرى ترتاح انت ومعك مجموعة من الناس، أسبب لهم بين فترة واخرى قلقا في المنام وهما في الصباح.
وحتى يقضي الله أمرا كان مفعولا اقول اني مطالب بالتعاطي معك وانت مطالب بالتعاطي معي ومع غيري ومنهم شخص المستجوب لا أن تفرح وتستانس لصياحه، واننا نصدقك القول حبا في بلدنا لا كرها فيك يعلم الله.
نريد لك ما نريده لبلدنا الذي يئن من تراشقنا دون معنى، فإن كانت حروفي قاسية وانا العبد الفقير الذي لا حيلة لي الآن فما بالك وانت وزير الداخلية المسؤول الأول عن حماية أمن هذا البلد الداخلي بعد الله عز وجل؟!
أتمنى فعلا ان يكون مقالي اليوم الحلقة الأخيرة من حلقات «شيلمهن» التي أصبحت كالمسلسلات التركية او المكسيكية طويلة ولكنها مشوقة على ما أعتقد!
وإن كان الكلام من فضة فإن السكوت من ذهب، فاسكت يا معالي الوزير تفضلا لا أمرا، رحمة الله على والديك ووالدي المسلمين أجمعين.
ودمتم