أحمد الشحومي
بسبب إنفلونزا الخنازير، قررت الكثير من العائلات الكويتية قضاء هذا الصيف في الديرة، ولهذا الأمر محاسنه التي قد لا يراها البعض.
لقد أفرزت كارثة إنفلونزا الخنازير ارتباكا عجيبا في وزارة الصحة بشأن السيطرة على المرض من خلال ضبط الحالات في منافذ الدولة! وكأن المطلوب ضبط مرتكب جريمة لا مريض يعاني من إنفلونزا!
ومشكلة هذه الإنفلونزا فقط في الاسم لأنها مرتبطة بالخنازير، فنستحي أن نقول إن فلانا مصاب بـ «الخنازير» أو أني تعبان لأني مصاب بإنفلونزا الخنازير!
رغم أني أعتقد أن الاسم أرحم من إنفلونزا الحمير، أو إنفلونزا الجحوش أو إنفلونزا البهايم، أجلكم الله.
أقول إن الارتباك يرصده أي شخص كثير السفر كحالتي، فبعد أن كنت مجبرا على التوقيع على ورقة خضراء تهددك بالحبس إذا امتنعت عن الكشف عن المرض لأنه وباء، أصبحت توقع على إقرار أصفر بأنك إذا تعبت فستذهب إلى المستشفى أو المستوصف القريب لمنزلك.
ولا أدري حقيقة من العبقري المصاب بإنفلونزا الثيران الذي اقتراح وأقر كلا النموذجين!
فالأول يهدد مريضا بالحبس، وهو قول يفتقد الحس والمنطق إلا إذا كانت وزارة الصحة تريد القضاء على نزلاء السجون بالإنفلونزا!
والثاني فيه من الغباء ما فيه، فشخص مصاب بمرض لمن سيلجأ للمحكمة أو الحداد أو لراعي «الأوتي» أو للمستشفى!
في المنافذ البرية كنت مجبرا على النزول من سيارتك للكشف على حرارتك ثم إعطائك ورقة مكتوبا عليها «لا مانع»!
ولا أدري ما المقصود بـ «لا مانع» هذه، هل هي لا مانع من الدخول للبلاد، وقد تم ختم الجواز بالدخول!
أم لا مانع من إطلاق سراحه بدلا من الحجر عليه لأنه مريض!
ولماذا «لا مانع» تحمل توقيع «خربوطة» أسفلها، هل لأنها عادة عند العرب أم لأنها تحمل هوية من أعطاني جزاه الله كل الخير هذه الورقة التي لا يتعدى حجمها حجم أحد أصابع اليد لطفل في الثالثة من عمره، تصلح برشامة لطلبة الثانوية أيام زمان، فهذه الأيام الامتحانات تصل للبيت، ما شاء الله!
أخيرا بسبب إنفلونزا الخنازير قلّت الزحمة في «القرقور» الذي نسميه المطار، ورب ضارة نافعة لأني أقسم بأن الوضع في المطار مأساوي بكل ما تعنيه الكلمة.
هذه سنة الخنازير، والله يستر على المطار وتصاب الناس بإنفلونزا الحمير السنة القادمة (ويا كثر الحمير في العالم وإلا رحنا وطي).