أحمد الشحومي
في كل مكان في العالم السياسة تخدم الاقتصاد، الا في بلادنا، الاقتصاد والرياضة والفن والأدب والثقافة تخدم السياسة!
عالم تحكمه الاقتصاديات، وتحركه السياسات المالية وعالمنا يريد ان يؤكد للعالم أنه خطأ ونحن على صواب!
نريد توظيف من لا يعمل، بل نرقيه ونتعارك لماذا لم يعين كمدير وهو في بيته او في الديوانية طوال عمره الوظيفي!
مؤسساتنا تحترق لأننا نريد مجتمعا لا يعمل ولا ينتج وتصله المزايا والقروض والهبات الى البيت!
الآلاف تسافر في الصيف، معظمها لم يقدم إجازة من دوامه، لأن دوامه أصلا في إجازة!
نشعر بالضائقة المالية لا لأننا لا نملك قوت يومنا ولكن لأننا نريد اكثر مما نملك، ونعيش خارج نطاق الحسابات!
الجميع مشغول رغم انه لا يعمل، والجميع مستعجل رغم انه غير مرتبط بأي التزامات!
اذا كنا نريد ان نحرك البلد، فعلينا التركيز على تنمية الموارد البشرية، ودعم الاقتصاد، لا أن نصور الشعب بطوائفه وأسره بأنهم حيتان وذئاب تريد أكل الصغار والعامة من الناس!
لا يوجد كويتي فقير ولله الحمد، ولكن هناك حالات شاذة لآباء أو أمهات أو أبناء تخلت عنهم أسرهم وللأسف او تحملوا ديونا هم في غنى عنها.
السعي وراء زيادة الثروة يبدد الثروة احيانا، والسعي وراء الغنى دون تنمية بشرية حقيقية أمر من الخيال.
علينا ان نطالب باقتصاد قوي تخدمه السياسة، وتعمل من أجله لا أن نعمل على خلق جو من التوتر بين الناس لقتل الاقتصاد من اجل السياسة.
لماذا نتعاطى الشأن السياسي، ولا نركز على خلق جيل جديد على قواعد جديدة من بعد الأفق والإبداع.
جيل خلاق لا يقف عند وصول الفرص، بل يسعى من أجل خلقها.
بصراحة، أعتقد اننا مطالبون بإعادة النظر في طريقة تفكيرنا ونظرتنا الى المستقبل، اليوم هناك فرصة من اجل مستقبل افضل لهذا البلد، وأخاف ان نلتفت بعد حين فلا نجد فرصة ولا نجد من أمل.
على الجميع ان يعي ان من يسرق الوقت والجهد ويبدد كل إمكانيات الإصلاح للمستقبل هو ايضا ضليع في سرقة المال العام للدولة، لأني أعتقد ان مفهوم المال العام يندرج تحته بكل تأكيد تبديد طاقات هذا الشعب في مواضيع تافهة من اجل بطولات معظمها كاذبة.